أفادت مصادر دبلوماسية بأن جميع الأطراف المشاركة في محادثات السلام عبر وساطة مصرية وقطرية في شرم الشيخ وافقت منذ أمس على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في قطاع غزة، وهو ما يعد خطوة رمزية في محاولة إنهاء الصراع المستمر.
وفي تصريحات لقناة الجزيرة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن التصويت على المقترح كان بالإجماع، وإن “الصعوبات” التي تظهر حاليا تتعلق بمرحلة التنفيذ، وليس بالمبدأ. وأعرب عن تقدير الدوحة لالتزام الولايات المتحدة بإنهاء الحرب، متمنيا أن يكون التنفيذ مستداما ولا يقتصر على حل مؤقت.
وأشار الأنصاري إلى أن المقترح يتضمن آلية لتسليم الرهائن كإشارة لبداية إنهاء العدوان في غزة، مذكرا بأن وجود مكتب لحماس في الدوحة كان جزءا من آلية الوساطة المستمرة منذ عام 2006. كما شدد على أن مستقبل الشعب الفلسطيني يجب أن يحدده الفلسطينيون بأنفسهم.
من جهتها، رحبت حركة حماس بالموافقة على المقترح، وقال القيادي البارز فوزي برهوم في بيان نقلته قناة الجزيرة: إن أولى أولويات الحركة هي الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، والدفاع الكامل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية. ولفت إلى أن 95٪ من ضحايا الهجمات هم مدنيون عزل، وأعلن أن الحركة مستعدة للتوصل إلى “اتفاق عادل لتبادل الأسرى” واعتماد وقف دائم لإطلاق النار، مع انسحاب إسرائيلي من القطاع.
وفي إطار اتفاقات الوساطة، أفادت مصادر بأن حماس قبلت بمقترح يلزمها بتسليم سلاحها إلى سلطة مصرية فلسطينية، والسماح لقادة الحركة الذين يرغبون بمغادرة غزة بالخروج تحت ضمانات بعدم محاكمتهم. ورفضت الحركة فكرة تسليم الإدارة الكاملة لغزة إلى لجنة دولية، لكنها قبلت دور إشرافي عن بعد لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بحسب المصادر.
كما أفادت المصادر بأن الوفد الإسرائيلي سيغادر مساء اليوم إلى شرم الشيخ للمشاركة في محادثات غير مباشرة حول تنفيذ المقترح، والذي ينص على إطلاق سراح 48 رهينة في المرحلة الأولى من الاتفاق، مقابل خطوات ملموسة لوقف العنف وبدء نقل السلطة تدريجيا.
لا تزال التفاصيل التنفيذية والمواعيد محل نقاش، فيما تتباين مواقف القوى الإقليمية والدولية إزاء ما إذا كان هذا الاتفاق سيجتاز اختبارات الواقع أم يبقى مجرد ورقة سياسية.










