سلم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مساء الأربعاء، مذكرة سرية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حدث عقد في البيت الأبيض، تضمنت معلومات محدثة حول سير مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي تجرى حاليا في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وقد التقطت عدسات وسائل الإعلام نص المذكرة التي جاء فيها:”قريب جدا… نحتاج منك الموافقة على منشور على منصة Truth Social قريبا، حتى تتمكن من الإعلان عن الصفقة أولا.
“ترامب: “سيحتاجون إلي مرة أخرى قريبا”
وفي أول تعليق له عقب تلقي المذكرة، قال الرئيس ترامب:”وزير الخارجية أبلغني للتو بأننا قريبون من صفقة في الشرق الأوسط، لذلك سيحتاجون إلي مرة أخرى قريبا… لذلك سأضطر إلى الاختصار.”
وأضاف خلال حديثه مع الصحفيين في البيت الأبيض:”قد أزور الشرق الأوسط قريبا، وربما يوم الأحد… الأمور تسير بشكل جيد جدا.”
ولدى سؤاله عن إمكانية زيارة غزة، أجاب:”قد أفعل ذلك، لم أتخذ قرارا بعد… من المرجح أن أزور مصر.”
اجتماع مغلق وتحديثات حساسة
جاء تسليم المذكرة خلال اجتماع حول قضايا محلية في البيت الأبيض، حيث دخل الوزير روبيو إلى القاعة بشكل مفاجئ، ولم يكن جزءا من النقاش الدائر. سلم المذكرة مباشرة إلى ترامب، وهمس له ببضع كلمات قبل أن يغادر.
لاحقا، أظهر مقطع فيديو الرئيس الأمريكي وهو يعود إلى المكتب البيضاوي لمتابعة التطورات، ما يشير إلى أهمية فورية في الموضوع.
شرم الشيخ: جولة مفاوضات حاسمة
في مصر، تستضيف مدينة شرم الشيخ جولة موسعة من المفاوضات، بحضور ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر كمبعوثين عن إدارة ترامب، ورون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، ووفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، وممثلين عن فصائل فلسطينية أخرى، من بينها الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية.
وبحسب مصادر دبلوماسية، تركزت المحادثات على وقف إطلاق النار طويل الأمد، وصفقة تبادل أسرى، إلى جانب ضمانات لحماية قادة الفصائل الفلسطينية بعد انتهاء النزاع.
إعلان وشيك عبر “تروث سوشيال”
قال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNN إن ترامب يستعد لنشر إعلان رسمي عبر منصته “Truth Social”، مؤكدا أن البيان قد يصدر في غضون ساعات.
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إلى أن الرئيس “يفكر جديا في زيارة الشرق الأوسط بعد انتهائه من الفحص الطبي السنوي يوم الجمعة”.
مطالب حماس وتأمين القادة
من جانبها، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن حماس طلبت ضمانات دولية طويلة الأمد لحماية قياداتها كجزء من الاتفاق، وهو ما لا يزال قيد التفاوض.
مفاوضات معقدة ومساع أمريكية
تأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه قطاع غزة وضعا إنسانيا مأساويا بعد شهور من التصعيد العسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وتلعب الولايات المتحدة ومصر دور الوسيط بين الأطراف، في محاولة لإرساء اتفاق يضمن وقف القتال وإطلاق سراح الرهائن.
اتفاق تاريخي أم فرصة مهددة؟
رغم التفاؤل الحذر في التصريحات الرسمية، يترقب الشارع العربي والدولي ما إذا كانت هذه الجهود ستترجم إلى اتفاق فعلي، أم أن العقبات السياسية والأمنية ستفشل المساعي، كما حدث في جولات سابقة.
وبينما يستعد ترامب للتحرك، تبقى الأنظار معلقة على ما سيعلنه عبر منصته، وعلى ما إذا كانت زيارته المحتملة إلى المنطقة ستدشن فصلا جديدا من التدخل الأمريكي المباشر في ملف غزة.










