أحالت جهات التحقيق المختصة، اليوم، البلوغر المصري محمد أوتاكا، طليق صانعة المحتوى المعروفة هدير عبد الرازق، إلى المحاكمة الجنائية، وذلك بعد توجيه اتهامات له تتعلق بـ نشر محتوى خادش للحياء العام، إلى جانب تورطه في غسل أموال تقدر بنحو 12 مليون جنيه، ناتجة عن الاتجار في المواد المخدرة.
ووفقا لبيان صادر عن وزارة الداخلية المصرية، فإن الإحالة جاءت عقب سلسلة من التحريات والتحقيقات التي قادها قطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المعنية، حيث تبين أن محمد أوتاكا المتهم استخدم صفحات التواصل الاجتماعي لتحقيق أرباح غير مشروعة عبر محتوى “غير لائق ومخالف لقيم المجتمع”.
محتوى مخالف وغسل أموال
وأوضحت التحقيقات أن محمد أوتاكا أنشأ وأدار عددا من الصفحات على منصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام”، بهدف نشر فيديوهات ومقاطع تحتوي على إيحاءات خادشة ومخالفة للآداب العامة، مما ساهم في زيادة نسب المشاهدات وتحقيق أرباح إعلانية ضخمة.
وتبين أن المتهم استغل هذه الأرباح، إلى جانب أموال متحصلة من نشاطه الإجرامي في تجارة المخدرات، في شراء عقارات وسيارات فارهة لإضفاء طابع شرعي على الأموال المغسولة، في محاولة لـ”تمويه مصدرها الحقيقي”، بحسب نص التحقيقات.
الداخلية: مكافحة الجرائم الإلكترونية مستمرة
في البيان الصادر عنها، أكدت وزارة الداخلية أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة الدولة لتضييق الخناق على الأنشطة الإجرامية العابرة للواقع والفضاء الرقمي، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل بشكل منهجي على تتبع مصادر الأموال المشبوهة، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال مرتكبي تلك الجرائم.
وأكدت الوزارة أنه “تم التحفظ على ممتلكات المتهم، ومنعه من التصرف فيها”، في إطار الإجراءات التحفظية التي تسبق بدء جلسات المحاكمة، والتي ستعقد أمام المحكمة الاقتصادية المختصة.
أشارت مصادر مطلعة على القضية إلى أن ملف التحقيقات يتضمن اعترافات أولية من المتهم حول تفاصيل أنشطته، مع توثيق عمليات تحويل مالي مريبة بين حساباته وحسابات أخرى مرتبطة ببيع المخدرات، الأمر الذي دعم قرار الإحالة القضائية.
ومن المنتظر أن تشهد الجلسات المقبلة استكمال التحقيقات مع المتهم، ومواجهة شهود الإثبات، وتحليل الأدلة الرقمية، وسط توقعات بصدور حكم قضائي رادع في حالة إدانته بجميع التهم الموجهة إليه.
تسريبات وفضائح إلكترونية
تأتي هذه القضية في سياق سلسلة من الفضائح الإلكترونية التي طالت عددا من مشاهير “السوشيال ميديا” في مصر خلال الأشهر الماضية، حيث جرى التحقيق في عدة وقائع مشابهة تتعلق بـ تسريب فيديوهات غير لائقة، أو استخدام مواقع التواصل للترويج لأنشطة محظورة.
وكانت علاقات أوتاكا بهدير عبد الرازق قد شغلت مواقع التواصل في وقت سابق، قبل أن تتصدر اسميهما عناوين الصحف لأسباب مختلفة خلال الأسابيع الماضية، مع تصاعد الحديث عن تسريبات مرئية وتحقيقات أمنية موسعة حول المحتوى المنشور.










