القصف الباكستاني على كابول: تصعيد خطير دون إعلان حرب
القصف الباكستاني على كابول يشعل توتراً غير مسبوق بين أفغانستان وباكستان بعد انفجارات قرب ساحة عبد الحق واتهامات مباشرة من كابول لإسلام آباد بخرق الأجواء، من دون إعلان حرب رسمية حتى الآن.
ويأتي هذا التصعيد على وقع اشتباكات في خيبر بختونخوا قُتل فيها 11 جندياً و19 مسلحاً، وتقارير عن استهداف زعيم طالبان باكستان نور ولي محسود، وسط تضارب في المعلومات وعدم صدور تأكيد رسمي.
تفاصيل انفجارات كابول
أعلنت السلطات الأفغانية وقوع انفجار قبل العاشرة ليلاً قرب مؤسسات حكومية في كابول، مع إغلاق الموقع وبدء تحقيقات دون إعلان خسائر مؤكدة حتى ساعة النشر.
واتهمت وزارة الدفاع الأفغانية باكستان بتنفيذ ضربات في كابول وبكتيكا، محذّرة من “عواقب”، فيما امتنعت إسلام آباد عن تبنٍ مباشر واكتفت بتأكيد حقها في اتخاذ إجراءات لحماية أمنها.
نور ولي محسود بين الشائعة والتأكيد
أفادت تقارير باستهداف زعيم طالبان باكستان نور ولي محسود قرب ساحة عبد الحق، لكن لم تتوفر دلائل قاطعة على مقتله أو إصابته، مع ظهور تسجيلات غير موثقة تؤكد نجاته.
كما نسبت تقارير إلى دوائر في طالبان أفغانستان نفي وجود محسود في كابول، ما يكرّس حالة الغموض ويجعل نتائج التحقيقات المقبلة محورية في قراءة التصعيد.
اشتباكات خيبر بختونخوا: حصيلة ثقيلة
أعلن الجيش الباكستاني مقتل 11 من عناصره بينهم ضابطان خلال عملية بأوركزاي مقابل 19 مسلحاً، في مواجهة تُعد من الأعنف هذا العام قرب الحدود الأفغانية.
وتعكس العملية اتجاهاً لزيادة الضغط على شبكات طالبان باكستان داخل الإقليم وربما عبر الحدود إذا اقتضت الضرورة، وهو ما تنفيه كابول التي تؤكد أنها لا تسمح باستخدام أراضيها للاعتداء على الجوار.
تصريحات ورسائل ردع
قال المتحدث العسكري الباكستاني: “أفغانستان تُستخدم كقاعدة عمليات ضد باكستان… والإجراءات اللازمة لحماية حياة وممتلكات الباكستانيين ستُتخذ وستستمر”، من دون تأكيد ضربة بعينها.
في المقابل، وصفت وزارة الدفاع الأفغانية الضربات بأنها “غير مسبوقة وعنيفة وبشعة”، محذّرة من “عواقب” إذا ساءت الأوضاع، من دون إعلان تفاصيل عن الأهداف أو الخسائر.
توازنات إقليمية وتداعيات قادمة
تزامنت التطورات مع زيارة وزير خارجية طالبان إلى الهند، في إشارة إلى ترابط الملفات الأمنية والدبلوماسية وانعكاساتها على الحسابات الإقليمية.
لا مؤشرات حالياً على قرار متبادل بخوض حرب شاملة، لكن ديناميات الضربات المحدودة والاشتباكات الحدودية ترفع مخاطر سوء التقدير ما لم تُفعّل قنوات احتواء مرنة وسريعة.
ستكون نتائج التحقيقات في تفجيرات كابول، وتثبيت حقيقة الضربات ومصير محسود، واتجاه العمليات في خيبر بختونخوا محددات أساسية لمسار التوتر خلال الأيام المقبلة.










