تشهد مصر في الفترة الحالية أزمة حادة تتعلق بتوفير لقاح الإنفلونزا الموسمية، وسط مطالب متزايدة من المواطنين بالحصول عليه قبل موسم الشتاء، ما سلط الضوء على تحديات وزارة الصحة في إدارة المشهد خصوصاً مع تزايد الأزمات الصحية والإعلامية حول كفاءة التوزيع والتوفر الفعلي للقاح في الأسواق والمراكز الصحية
بداية الأزمة تعود إلى تقلبات سوق الأمصال وارتفاع الطلب الموسمي، حيث أشارت وزارة الصحة إلى أهمية التطعيم هذا العام في ظل تقارير عالمية عن شراسة أنواع الإنفلونزا المنتشرة
. تزايدت المطالب مع اقتراب فصل الشتاء، وأعلنت الوزارة في حملاتها الإعلامية أن اللقاح متوفر في منافذ الهيئة العامة للمصل واللقاح وعدد من الصيدليات، مؤكدة أنه يصل مصر عادة في أكتوبر من كل عام، ليبدأ توزيعه تباعاً على الوحدات الصحية والمراكز
.معاناة المواطنين… الواقع يختلف عن التصريحاتفي مقابل بيانات الوزارة التي تؤكد توفر اللقاح بكميات كافية، شكا كثير من المواطنين والأطباء من عدم توفره فعلياً، وظهور قوائم انتظار طويلة أمام بعض المراكز، مع توزيع غير منتظم على المحافظات بسبب إجراءات الشحن والتخزين
. وردت بلاغات عن نفاد الجرعات بشكل سريع في بعض الأحياء والمدن الكبرى، خصوصاً بالإسكندرية والقاهرة والجيزة، وسط محاولات الأهالي إيجاد حلول عبر شراء اللقاح من منافذ خاصة بأسعار مضاعفة
.رد وزارة الصحة وجملة من التحذيراتأعادت وزارة الصحة التأكيد عبر متحدثها الرسمي أن “اللقاح آمن ومتوفر” ونصحت بالحصول عليه فور توفره للجميع، خاصة للفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن والسيدات الحوامل وذوي الأمراض المزمنة والعاملين بالقطاع الصحي
ووضعت الوزارة خطاً ساخناً (105) للاستفسار عن أقرب وحدة متوفر بها اللقاح، كما دعت للمبادرة بالحصول على التطعيم في بداية الموسم لتكوين المناعة اللازمة
. مع ذلك، أصر مسؤولون على أن كل مَن يسجل بياناته سيحصل على اللقاح خلال أسابيع، في انتظار تفعيل دفعات استيراد جديدة وتأمين حصة إضافية
.الأبعاد الصحية والاجتماعية للأزمةتحذر جهات طبية من أن انخفاض التغطية بالتطعيم قد يؤدي إلى موجة إصابات أعلى، سواء بين الأطفال أو أصحاب الأمراض المزمنة أو الحوامل، ما يرفع الضغط لاحقاً على المستشفيات العامة في حال تفشي الفيروس بموجة قوية
. كما أثار موضوع ارتفاع أسعار اللقاح لدى بعض المراكز الخاصة جدلاً حول عدالة التوزيع وتكافؤ الفرص خصوصاً بين الفقراء ومحدودي الدخل
.أهمية اللقاح والفئات الأكثر حاجةأجمع خبراء القطاع الصحي في مصر ومنظمة الصحة العالمية، أن لقاح الإنفلونزا يحد بفاعلية من معدل الوفيات ودخول المستشفيات، ويحمي من المضاعفات الخطيرة مثل فشل الجهاز التنفسي أو الالتهاب الرئوي الحاد عند الفئات الخطرة:كبار السن فوق 60 عاماًالحواملالأطفال من 6 أشهر إلى 9 سنواتمرضى القلب والجهاز التنفسيالعاملون بالمجال الصحي، ومرضى ضعف المناعة
.توقعات الحلول الرسميةرغم تسارع الأزمة، أعلنت الوزارة أنها بصدد التفاوض مع شركات عالمية لزيادة حصص الاستيراد، وتعمل على تسريع إجراءات الجمارك والإفراج عن الشحنات الجديدة لإعادة ضخ اللقاح إلى جميع مراكز الصحة والمستشفيات قبل ذروة موسم البرد
. وتؤكد الوزارة أن الاستفاف الإعلامي يسهم في رفع وعي المواطنين بالوقاية، وتكرر دعوتها للسلوكيات الصحية المكملة: غسل اليدين، ارتداء الكمامات، وتجنب الأماكن المزدحمة.في الختامتكشف أزمة لقاح الإنفلونزا هذا العام عن تحديات البنية التحتية ونظم الاستجابة الصحية لمصر أمام ضغط موسمي متكرر.
وينتظر أن تثمر جهود الوزارة في الأيام القادمة عن توفير الكميات ومواكبة احتياجات المواطنين، وذلك مع استمرار الدعوات بتعزيز سياسات التخزين والتوزيع وتغليظ الرقابة على المنافذ الخاصة










