شهدت الساحة الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة موجة من الحزن والغضب عقب الإعلان المؤكد عن مقتل الصحفي والناشط الشاب صالح الجعفراوي في مدينة غزة، ليغيب أحد أبرز الأصوات الشابة التي وثقت إنسانياً أحداث العدوان الأخير على القطاع
. ورحل الجعفراوي بعد أيام قليلة فقط من إعلان وقف إطلاق النار، حيث كان يأمل ومعه آلاف الغزيين في عودة الأمان والسلام إلى مدينته التي طالما أحبها ودافع عنها بالكلمة والموقف
.تفاصيل اللحظات الأخيرةحسب المصادر الصحفية وتوثيق أقاربه، فقد اختفى صالح الجعفراوي صباح الأحد في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة أثناء تغطية أحداث عودة المواطنين إلى منازلهم بعد انتهاء الاشتباكات
وبعد ساعات قليلة، تم الإعلان عن مقتله برصاص مسلحين ينتمون إلى ميليشيات خارجة عن القانون، وسط اشتباكات دارت بين عناصر أجهزة أمنية ومجموعات مسلحة استغلت فوضى الحرب، ما أدى لسقوط عدد من الضحايا، بينهم صحفيون مثل الجعفراوي، ونجل أحد القيادات بالحركة الفلسطينية
.وصية مؤثرة ورسائل أخيرةبرزت على مواقع التواصل الاجتماعي وصية صالح الجعفراوي التي نشرها شقيقه علي عامر، حيث ودع العالم برسالة أصر فيها على أن طريق المقاومة هو خيار اليقين والثبات
كتب صالح: “لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين… بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، عشتُ الألم والقهر بكل تفاصيله، وذُقت الوجع وفقد الأحبة مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي”
.آخر منشورات صالح جاءت عقب وقف إطلاق النار، مخاطباً العالم: “بدكم مليون سنة لحتى تكسروا هذا الشعب، ومش هتكسروه… الشعب الفلسطيني بيحب الحياة وبنستحقها”
. ظهرت في كلماته روح العزيمة والانتماء ورفض التخلي، حيث أكد والده بعد استشهاده: “رفض التخلي عن غزة”
.دور الجعفراوي وتفاعل المجتمععرف صالح الجعفراوي كصحفي ميداني وصانع محتوى مدافع عن الحقيقة، وثق بكاميرته المواقف الإنسانية القاسية التي عاشها أهل غزة خلال الحرب؛ ونقل بأجواء من الأمل والمقاومة لحظات ترميم الطرق والمنازل بعد انتهاء العدوان، ليثبت للعالم أن إرادة الحياة لدى الفلسطينيين لا تُكسر
جذبت فيديوهات الجعفراوي على وسائل التواصل آلاف المتابعين وأصبحت مصدر إلهام لجيل كامل من الصحفيين الشباب، غير أن اتهامات إسرائيلية لاحقته بدعم الحركة الفلسطينية بسبب نشاطه الإعلامي
.تداعيات واستجابة رسميةأثارت حادثة اغتيال الجعفراوي جدلاً واسعاً حول الوضع الأمني وحماية الصحفيين في غزة، ودعت وزارة الداخلية إلى فتح باب التوبة والعفو أمام أفراد العصابات الذين لم يتورطوا بالقتل، ضمن جهود لتسوية الأوضاع الأمنية بعد فوضى ما بعد الحرب
. كما انتشرت رسائل الحداد والوفاء عبر وسائل الإعلام والمئات من الصحفيين والنشطاء حول العالم، مؤكدين أن قضية الجعفراوي ليست فردية بل نموذج لصوت الكلمة الحرة في وجه الخطر










