وزير دفاع باكستان: الوضع «متوتر» على الحدود مع أفغانستان وقد تستأنف الأعمال العدائية في أي وقت.
حذر وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، من أن التوتر ما زال مرتفعا على الحدود بين باكستان وأفغانستان بعد اشتباكات عنيفة وقعت على مدار عطلة نهاية الأسبوع، مؤكدا أن العلاقات بين إسلام آباد وكابول “لا توجد” حاليا وأن الأعمال العدائية قد تستأنف “في أي وقت” إذا لم تتبن كابول خطوات ملموسة لوقف استخدام أراضيها من قبل مسلحين يشنون هجمات داخل باكستان.
تصريحات رسمية وصياغة موقف حاد
قال آصف في مقابلة مع برنامج “آج شاهزيب خانزاده كي ساث” على قناة «جيو نيوز» إن «الوضع متوتر حاليا. يمكن القول إنه لا توجد أعمال عدائية نشطة، لكن الوضع معاد»، وأضاف: «لا توجد أي روابط، مباشرة أو غير مباشرة، حتى اليوم». وحذر: «لا يمكننا أن نخفض حذرنا».
وردا على سؤال حول إمكانية التفاوض مع كابول، شدد آصف على أن باكستان مستعدة للحوار «إذا نفذت أفغانستان تهديداتها فعليا» وأضاف: «إذا تعرضت لهجوم، فلديك الحق فورا في الرد واستهداف مصدر الهجوم»، مؤكدا أن الضربات التي نفذتها باكستان استهدفت مواقع مسلحة ولم تقصد المدنيين.
تبادل الاتهامات وخسائر بشرية فادحة
تأتي تصريحات الوزير في أعقاب سلسلة مناوشات حدودية بدأت في ليلة 11–12 أكتوبر/تشرين الأول 2025، عندما قال الجانب الباكستاني إن حركة طالبان الأفغانية وجماعات محلية مدعومة من الخارج شنت هجمات غير مبررة على مواقع باكستانية. وأعلن جيش باكستان أن الاشتباكات أسفرت عن استشهاد 23 جنديا باكستانيا وإصابة 29 آخرين، بينما زعمت تقارير عسكرية باكستانية «تحييد» أكثر من 200 مسلح من طالبان والجماعات التابعة لها على الجانب الأفغاني.
من جهتها، اتهمت سلطات أفغانستان باكستان بشن غارات جوية داخل أراضيها، بما في ذلك قصف سوق في ولاية باكتيكا وضربات قرب كابول، في تطور عزز من خطورة الموقف ورفع من حدة الاتهامات المتبادلة حول انتهاك السيادة.
الجيش الباكستاني: ضربات مركزة وتعطيل بنى تحتية للمسلحين
قال المتحدث باسم العلاقات العامة للجيش الباكستاني إن قواته نفذت «ضربات دقيقة» على مواقع ومخابئ للمسلحين داخل الأراضي الأفغانية، مشيرا إلى أنه تم الاستيلاء مؤقتا على 21 موقعا معاديا وإبطال عمل العديد من معسكرات تدريب كانت تستخدم لتخطيط وتنفيذ هجمات ضد باكستان. وأكد البيان أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لتلك الميليشيات «واسعة النطاق» من العمق التكتيكي إلى العمق العملياتي.
اتهامات باكستان لكابول وطالبان: من يفرض السيطرة؟
كرر آصف اتهامات إسلام آباد بأن على نظام طالبان في كابول «منع استخدام أراضيها للإرهاب» وأنه ينتظر منه اتخاذ «إجراءات ملموسة قابلة للتحقق» ضد عناصر تعتبرها باكستان تهديدا أمنيا، مستدلا بأن دلائل وجود قيادات مسلحة كانت داخل أفغانستان قدمها للقادة الأفغان في مناسبات سابقة دون أن تستجاب المطالب.
وفي تهكم إعلامي أشار آصف إلى أن بعض التصريحات الرسمية الأفغانية قد تصدق لدى جهات مثل الهند، لكنه استدرك بأن «هؤلاء الأشخاص لا يخضعون لسيطرة أحد» في إشارة إلى شبكات مسلحة غير خاضعة بالكامل لسلطة مركزية.
مخاطر تصعيد إقليمي واحتمال الوساطات
تثير هذه المواجهات المخاوف من خطر اندلاع توتر أوسع يهدد الاستقرار الإقليمي، خصوصا مع اتهامات متبادلة تتعلق بدعم مجموعات مسلحة خارجية. ومع استمرار تبادل الاتهامات وارتفاع أعداد الضحايا، تبقى السجالات الدبلوماسية معقدة، ويحتمل أن تشهد الأيام المقبلة اتصالات دولية أو إقليمية لتهدئة الوضع أو استئناف الحوار.










