
تقارب كوري–صيني يعيد رسم خريطة التحالفات الجديدة ويُثير مخاوف واشنطن والغرب
بيونغ يانغ – 18 أكتوبر 2025
في رسالة وصفها مراقبون بأنها أكثر من مجرد تهنئة رسمية، أكّد زعيم كوريا الشمالية جونغ أون عزمه على تعزيز العلاقات مع الصين، في رسالة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، تعكس تحوّلاً دبلوماسياً لافتاً في المنطقة. تأتي هذه الخطوة بعد أشهر من التقارب بين بيونغ يانغ وبكين، وعقب زيارة كيم إلى بكين الشهر الماضي لحضور عرض عسكري صيني، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها الزعيمان منذ أكثر من ست سنوات.
استعادة التحالف التقليدي
أكد كيم في رسالته التزام حزبه وحكومته بـ”استمرار العلاقات التقليدية التعاونية بين كوريا الشماليه والصين وتطويرها”، مع التركيز على رفاهية شعبي البلدين وضمان استقرار المنطقة والعالم. هذه الرسالة تأتي بعد زيارة رسمية للزعيم الكوري الصيني، وهي إشارة واضحة على استعادة الزخم لعلاقة استراتيجيّة كانت متوترة نتيجة تقارب كوريا الشمالية مع روسيا في الفترة الأخيرة.
ورغم عدم ذكر قضايا مثل شبه الجزيرة الكورية أو تايوان بشكل مباشر، فإن مضمون الرسالة يلمّح إلى دعم كوريا الشمالية لمواقف الصين في القضايا الإقليمية الحساسة، وهو ما يُعدّ بمثابة تحالف غير معلن يعيد رسم موازين القوى في شرق آسيا ويزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.
تعاون استراتيجي على حساب النفوذ الدولي
هذه الخطوة تأتي في وقت تتسابق فيه القوى الكبرى لتعزيز نفوذها في آسيا. ويبدو أن كوريا الشمالية تعوّل على دعم الصين لتعزيز موقفها الدولي، بينما تُسجّل بكين نقاط قوة إضافية عبر توطيد تحالفها التقليدي مع بيونغ يانغ، ما يتيح لها مساحة أكبر لمواجهة الضغوط الأمريكية والأوروبية في الملفين النووي والإقليمي.
الرسالة تمثل إعادة تأكيد رسمي على الشراكة الاستراتيجية بين بيونغ يانغ وبكين، وتشير إلى أن كوريا الشمالية لن تتخذ خطوات أحادية قد تزعزع الاستقرار في المنطقة من دون التشاور أو التنسيق مع الصين. ويعكس هذا التحرك رغبة مشتركة في تعزيز النفوذ في آسيا والمحيط الهادئ، مع توظيف العلاقات الثنائية كأداة ضغط دبلوماسي واستراتيجي في مواجهة الغرب.
باختصار، ما بدأ كرسالة شكر بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس حزب العمال الكوري، تحول إلى مؤشر واضح على تكتل إقليمي جديد قد يعيد رسم خريطة التحالفات في شرق آسيا خلال الأشهر المقبلة.










