في مشهد يعبق بالتاريخ والعاطفة، أسدل المتحف المصري بالتحرير الستار مساء الأحد على أحد أبرز فصول عرضه الأثري، بإغلاق قاعة عرض القناع الذهبي ومجموعة الملك الشاب توت عنخ آمون، بعد أكثر من مئة عام من تصدرها مشهد المتحف الأيقوني في قلب العاصمة المصرية.
واكتظت أروقة المتحف بالزائرين من مختلف الجنسيات، في مشهد وصف بأنه “وداع ملكي يليق بالفرعون الشاب”، حيث توافد الآلاف لتوديع القناع الذهبي الذي لطالما جذب أنظار العالم، والذي يستعد الآن للانتقال إلى مقره الدائم داخل المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات.
لحظة تاريخية
قال أحد موظفي المتحف، وهو يتأمل قاعة العرض للمرة الأخيرة:
“عشنا عمرا كاملا مع هذا الكنز، واليوم نودعه بفخر. نشعر أننا شهود على لحظة تاريخية لا تتكرر.”
وبين دموع الزائرين ووميض كاميرات الهواتف التي لم تتوقف عن توثيق اللحظة، امتلأت القاعة بمزيج من الحنين والاحتفال، في وداع لقطعة فنية نادرة ألهمت ملايين الزوار، وكانت رمزا للحضارة المصرية القديمة في عيون العالم.
نهاية عصر… وبداية فصل جديد
يعتبر قناع توت عنخ آمون من أعظم كنوز مصر القديمة، وقد عرض في المتحف المصري بالتحرير منذ اكتشاف مقبرة الفرعون الشاب في وادي الملوك عام 1922، على يد البريطاني هوارد كارتر. ومنذ ذلك الحين، ظل القناع الذهبي عنوانا للمتحف ووجهته الأهم.
ومع انتقاله إلى المتحف المصري الكبير، تطوى صفحة من صفحات المتحف العريق، الذي كان شاهدا على أكثر من قرن من العروض الملكية، والاحتفاء العالمي بالآثار المصرية.
ومن المقرر أن يعرض القناع الذهبي ضمن مجموعة توت عنخ آمون الكاملة لأول مرة في التاريخ داخل قاعات العرض الدائمة بالمتحف الكبير، ما سيمنح الزوار تجربة غير مسبوقة في استكشاف حياة الملك الشاب وأسرار عهده.
المتحف المصري الكبير: وجهة المجد القادمة
مع اقتراب افتتاحه الكامل، يستعد المتحف المصري الكبير ليصبح أكبر متحف أثري في العالم، ويضم أكثر من 5,000 قطعة من كنوز الملك توت، إضافة إلى آلاف القطع الأخرى من تاريخ مصر الممتد عبر العصور.
واختتم اليوم التاريخي برسالة من وزارة السياحة والآثار، جاء فيها:
“نغلق اليوم قاعة عرض القناع الذهبي، لا لنودع المجد، بل لننقله إلى مرحلة أكثر إشراقا وتوهجا، حيث يلتقي الماضي بالمستقبل داخل المتحف المصري الكبير.”










