نتنياهو يأمر بضربات جديدة ضد أهداف لحماس مع تعهّد بضبط النفس – وواشنطن تتدخل للحفاظ على تدفق المساعدات ومنع انهيار الهدنة الهشّة التي توسطت فيها الولايات المتحدة – مبعوثا ترامب يزوران إسرائيل
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأحد أنه استأنف “فرض الهدنة” بعد موجة من الضربات الجوية الواسعة على قطاع غزة، جاءت ردًّا على هجمات نفذها مسلحون قرب رفح أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين.
وبحسب بيان الجيش، فقد صدرت الأوامر بتنفيذ الغارات بعد مقتل الرائد يانيف كولا والرقيب أول إيتاي يافيتس وإصابة جندي ثالث بجروح خطيرة، عندما أطلقت عناصر من حماس صاروخًا مضادًا للدروع على آلية هندسية كانت تشارك في عملية تطهير أنفاق.
ويُعد هذا التصعيد أخطر انتهاك للهدنة التي ترعاها الولايات المتحدة منذ دخولها حيّز التنفيذ.
وقال الجيش في بيانه:
“وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية، وبعد سلسلة من الضربات النوعية ردًّا على انتهاكات حماس، بدأ الجيش الإسرائيلي في استئناف فرض الهدنة”،
في إشارة واضحة إلى أن القرار جاء مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وجاء هذا الإعلان بعد تخبّط حكومي لافت خلال النهار، إذ قرّرت الحكومة في البداية وقف المساعدات الإنسانية إلى غزة “حتى إشعار آخر” ضمن ردّها على الهجمات، قبل أن تتراجع عن القرار بعد أقل من ساعة عقب تدخل مسؤولين أميركيين.
وأوضح مسؤول إسرائيلي رفيع لاحقًا أن تجميد المساعدات كان مرتبطًا بالضربات الجوية وسينتهي فور اكتمال العمليات، بينما أكّد نتنياهو لنظرائه في واشنطن أن تسليم المساعدات سيُستأنف يوم الاثنين.
أما واشنطن، الساعية إلى حماية الهدنة التي تفاوض عليها الرئيس دونالد ترامب – والتي يفاخر بأنها “ثامن حرب يوقفها منذ عودته إلى الحكم” – فقد واصلت جهود الوساطة المكثفة خلف الكواليس.
ومن المقرر أن يزور مبعوثا ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إسرائيل يوم الاثنين لعقد اجتماعات مع نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.

وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فقد حثّ مستشارو ترامب تل أبيب على التحلي بضبط النفس، داعين إلى “ردّ قوي لكن لا يؤدي إلى تقويض الاتفاق”.
وقال مصدر أمني كبير إن الضربات لم تهدف إلى إسقاط الهدنة مضيفًا:
“هذا ليس انهيارًا للاتفاق؛ إنها علاقة سببية بسيطة: كان هناك خرق، فكان لا بد من العقوبة”.
من جانبها، نفت حركة حماس أي علاقة لها بهجمات رفح، وأعلنت – في خطوة وصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها “محسوبة” – أنها عثرت على رفات أحد الرهائن الإسرائيليين وستقوم بإعادته فقط “إذا سمحت الظروف الميدانية بذلك”.
ورغم التوتر، أكّد مسؤولون إسرائيليون أن بلادهم ما زالت ملتزمة بالهدنة، مع احتفاظها بحق الردّ على الانتهاكات.
وتبقى الاتفاقية – التي تشمل انسحابات إسرائيلية تدريجية ودخول مئات الشاحنات الإغاثية يوميًا – في حالة توازن هشّ بين العنف والدبلوماسية










