الاقتصاد الصيني تحت الضغط: السندات الحكومية ترتفع ترقبًا لتيسير نقدي جديد من بنك الشعب الصيني
تشهد السندات الحكومية الصينية إقبالًا متزايدًا من المستثمرين وسط رهانات متصاعدة على أن بنك الشعب الصيني سيخفف السياسة النقدية قبل نهاية العام لدعم الاقتصاد في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
انخفض العائد على السندات الحكومية لأجل 30 عامًا في خمس من الجلسات الست الأخيرة ليصل إلى أدنى مستوى له خلال شهر، فيما تراجع العائد على السندات لأجل 10 سنوات لليوم الثاني على التوالي.
وقال ليو يو، كبير الاقتصاديين في شركة “هواشي سيكيوريتيز”، في مذكرة بحثية إن “السندات تستمد قوتها من توقعات خفض سعر الفائدة الأساسي ونسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك خلال هذا الربع”، مشيرًا إلى أن الخطوة التالية لبنك الشعب الصيني ستأتي “إما بعد انتهاء محادثات التجارة بين واشنطن وبكين، أو عند ظهور مؤشرات إضافية على تباطؤ النمو الاقتصادي”.
ضغوط تجارية ومؤشرات متباينة
تجددت التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة، حيث تسعى كل من واشنطن وبكين إلى تقييد تدفقات التكنولوجيا والمواد الحساسة بين البلدين. ومن المقرر أن يجتمع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مع نظرائه الصينيين نهاية الأسبوع، تمهيدًا لاجتماع محتمل بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ لبحث سبل تهدئة التوتر.

وجاءت بيانات اقتصادية متباينة هذا الأسبوع لتزيد من قلق المستثمرين بشأن أداء الاقتصاد الصيني؛ فبينما سجل الإنتاج الصناعي نموًا مدفوعًا بارتفاع الصادرات في سبتمبر، تباطأ نمو مبيعات التجزئة إلى أضعف وتيرة منذ نوفمبر الماضي، كما شهد الاستثمار في الأصول الثابتة أول انكماش منذ عام 2020.
اجتماع سياسي حاسم وتوقعات بالتيسير
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى الاجتماع السياسي الحاسم في بكين الذي يناقش الخطوط العريضة للخطة الخمسية الخامسة عشرة. ويرى محللون أن احتمالات خفض الفائدة سترتفع إذا تبيّن أن السياسات المالية الحالية غير كافية لتحقيق نمو ملموس.
وأشار تقرير “هواشي سيكيوريتيز” إلى أن البنك المركزي الصيني درج على خفض أسعار الفائدة ونسبة الاحتياطي مرتين سنويًا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، إلا أنه خفّضهما هذا العام مرة واحدة فقط في مايو، بعد موجة الرسوم الجمركية العالمية التي أطلقها ترامب.
وأظهر استطلاع أجرته بلومبرغ في سبتمبر أن الاقتصاديين يتوقعون أن يخفض البنك معدل الفائدة بمقدار 10 نقاط أساس، ونسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك بـ 50 نقطة أساس خلال الربع الأخير من العام.
ويرى مراقبون أن تراجع الأسهم الصينية هذا الشهر قد يعزز فرص التيسير النقدي، خاصة بعد أن كان بنك الشعب الصيني متحفظًا في خفض الفائدة خشية تغذية فقاعة سيولة في الأسواق










