ألقت قوات الأمن البلجيكية في بروكسل القبض على الإخواني المصري أنس حبيب وشقيقه طارق حبيب، في عملية مثيرة شهدت تفاعلاً إعلاميًا واسعًا وطرحت علامات استفهام حول نشاط جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا وقدرتها على التخطيط لعمليات حساسة
.خلفية الحدثجاءت عملية الاعتقال متزامنة مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للعاصمة البلجيكية للمشاركة في القمة المصرية الأوروبية، حيث تلقت الشرطة البلجيكية بلاغًا مفصلاً يُفيد بوصول أنس وطارق حبيب إلى فندق “فلور دي فيل” الفخم وسط بروكسل، وتوثيق محاولتهما رصد مقر إقامة الرئيس السيسي من خلال تصوير ونشر الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تتبع تحركاته ومعرفة جدوله خلال الزيارة
.تفاصيل القبض والتخطيطبحسب مصدر أمني بلجيكي، بدأت متابعة الأخوين حبيب فور وصولهما إلى الفندق، حيث دفعا النقود نقدًا وتجنبا استخدام أي هوية رسمية أثناء إجراءات الحجز، رغبة في عدم كشف هويتهما أو تتبع تحركاتهما إلكترونيًا. وتم رصدهما وهما يصوران بالفيديو محيط الفندق ومحيط مقر إقامة الرئيس المصري، ما دفع الشرطة للتحرك الفوري وإلقاء القبض عليهما والتحقيق معهما حول طبيعة أنشطتهما
.وكانت بلاغات المصريين المقيمين في أوروبا، تحديدًا الشاب يوسف حواس، عاملاً حاسمًا في كشف موقع الأخوين وإبلاغ السلطات البلجيكية، ليتم اقتيادهما إلى قسم الشرطة مباشرة بعد التأكد من صحة البلاغ وتفاصيله الموثقة بالصوت والصورة
. وكشفت التحقيقات الأولية عن سعي أنس وطارق لإحداث حالة تشويش أمني أثناء زيارة الرئيس وتوثيق ما اعتبروه مادة “دعائية” تستهدف توجيه الاتهامات للسلطة المصرية
علاقة أنس حبيب بالإخوان في أوروبايُعد المدون المصري أنس حبيب أحد الكوادر النشطة في جماعة الإخوان المسلمين الهاربين من مصر منذ أحداث ثورة يونيو وانضمامه إلى صفوف الجماعة في هولندا قبل انتقاله بين دول أوروبية عدة منها بلجيكا
. وقد سبق للسلطات الهولندية أن ألقت القبض عليه خلال تظاهرات أمام السفارة المصرية في لاهاي، متهمًا باقتحام السفارات والتحريض ضد الدولة المصرية، ونشر فيديوهات مسيئة ومباشرة حول أنشطة الدولة المصرية في غزة ومعبر رفح
.وقد أكد إعلاميون مصريون أن نشاطات أنس حبيب وأسرته في الخارج ليست مجرد تصرفات فردية، بل جزء من مخطط أكبر يقوم على التحريض ضد المؤسسات الدبلوماسية وخلق حالة زعزعة أمنية وسياسية تستهدف الدولة المصرية عبر منصات التواصل والمظاهرات المنظمة في العواصم الأوروبية
.تداعيات الاعتقال والتحقيقات الجاريةحتى لحظة إعداد هذا التقرير، وارى الأخوان في قسم الشرطة البلجيكية، حيث يخضعان لتحقيقات موسعة تشمل شبهة التآمر لتهديد رئيس دولة أجنبية أثناء تواجده، إلى جانب مخالفات تتعلق بعدم إثبات الهوية واستخدام طرق دفع نقدية لتجنب الملاحقة القانونية
. وتجري أجهزة الأمن البلجيكية اتصالات مع نظيراتها المصرية لتبادل المعلومات حول تاريخ أنس وطارق حبيب مع جماعة الإخوان، كما يُتوقع أن يكون الملف محل متابعة من السلطات الأوروبية بحكم خطورة السيناريو المتعلق بتهديد شخصيات رسمية على التراب الأوروبي
.ردود فعل المجتمع وسياسات الدول الأوروبيةقوبلت عملية القبض بردود فعل مرحبة من الجالية المصرية في أوروبا، التي طالما أبدت تخوفها من تكرار هذه العمليات في الغرب، كما عبرت مصادر أمنية في بروكسل عن حرصها على منع أي مظاهر إرهاب سياسي وتأكيد التزامها بحماية المهمات الدبلوماسية ضد أي أعمال تهدد أمن وترتيبات الدول الأوروبية
.وقد حذرت تحليلات إعلامية من استغلال جماعات الإخوان لمسألة التضامن مع غزة للتحريض ضد مصر في الخارج، عبر مظاهرات منظمة أمام السفارات، تم رصد بعضها في هولندا وبلجيكا خلال الأسابيع الماضية
.نهاية مفتوحة للجدلتتواصل التحقيقات مع أنس وطارق حبيب وسط اهتمام إعلامي كبير وتوقعات بضغوط من جهات مصرية لإصدار قرارات ترحيلهما أو محاكمتهما على الأراضي البلجيكية، بينما تؤكد السلطات الأوروبية أن القضية باتت رمزية لتحوّل ملف الإخوان الهاربين إلى قضية أمن قومي في أوروبا وليس مجرد شريحة متطرفة خارج المجتمع المصري
.










