أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم 26 أكتوبر 2025، سيطرتها الكاملة على مقر الفرقة السادسة مشاة التابع للقوات المسلحة السودانية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد معارك وُصفت بأنها “حاسمة”. ولم تُصدر القوات المسلحة السودانية حتى الآن بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي هذه التطورات.
أهمية السيطرة على الفاشر
تُعدّ الفاشر آخر وأكبر معقل متبقٍّ للقوات المسلحة السودانية في إقليم دارفور بعد حصار استمر لأكثر من 500 يوم. وتمثّل السيطرة على مقر الفرقة السادسة خطوة ذات تأثير عسكري واستراتيجي، إذ تتحكم المدينة في طرق الإمداد الرئيسية داخل الإقليم وتُعدّ مركزًا إداريًا وسكانيًا مهمًا.
تقدم ميداني متزامن لقوات الدعم السريع
يأتي هذا التطور بعد يوم واحد فقط من إعلان قوات الدعم السريع استعادة مدينة بارا في شمال كردفان، وهو ما قد يفتح المجال لتعزيز خطوط الإمداد عبر الإقليم ودعم الجبهة الغربية.
كما نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو قالت إنها تُظهر مقاتلين داخل مقر الفرقة السادسة ومعدات عسكرية قالت إنها استولت عليها. ولم يتسنَّ التحقق المستقل من صحة هذه المقاطع حتى الآن.
الأثر الإنساني المتفاقم
شهدت الفاشر خلال الأشهر الماضية أوضاعًا إنسانية متدهورة بسبب الحصار، حيث يعيش في المدينة أكثر من 1.8 مليون شخص بين سكان أصليين ونازحين. وتشير تقارير محلية ومنظمات إغاثة إلى:
نقص حاد في الغذاء والدواء
إغلاق ممرات المساعدات الإنسانية
حالات مجاعة وسوء تغذية حاد
سقوط ضحايا مدنيين نتيجة القصف والاشتباكات
مخاوف من موجات نزوح جديدة إلى مناطق أكثر هشاشة
كما وردت تقارير عن استهداف مراكز النازحين ووقوع عمليات قتل بحق مدنيين حاولوا إدخال الغذاء إلى المدينة. وحذّرت منظمات مثل شبكة أطباء السودان من “خطر مجاعة جماعية” في حال استمرار القتال وتعطّل وصول الإغاثة.
ديناميات الصراع الأوسع
اندلعت الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وأسفرت حتى الآن عن:
مقتل عشرات الآلاف
تشريد ملايين داخل السودان وخارجه
تدمير واسع للبنية التحتية
تقارير متزايدة عن جرائم حرب وانتهاكات من كلا الجانبين
وتترافق المعارك الحالية مع اتهامات بوجود دعم خارجي لقوات الدعم السريع عبر مسارات إمداد إقليمية، فيما تحاول القوات المسلحة السودانية الضغط عسكريًا في الجبهات الجنوبية لتعطيل هذه الإمدادات.
سيناريوهات المرحلة القادمة
في حال تثبّت السيطرة على الفاشر، قد تتغير خارطة النفوذ في شمال دارفور بشكل جذري، مما يمنح قوات الدعم السريع مساحة توسع إضافية نحو مدن ومناطق أخرى من الإقليم. بالمقابل، لا تزال احتمالية شن القوات المسلحة السودانية هجمات مضادة قائمة، خصوصًا إذا توفرت لها إسنادات جوية أو خطوط إمداد جديدة.










