أعلنت قوات الدعم السريع في السودان سيطرتها على قيادة الفرقة السادسة في الفاشر، في حين نفى الجيش حدوث ذلك، وسط استمرار الصراع والاتهامات بانتهاكات واسعة بحق المدنيين.
أعلنت قوات الدعم السريع (Rsf) في السودان أنها سيطرت بالكامل على قيادة الفرقة السادسة في مدينة الفاشر، القاعدة الرئيسية للجيش السوداني في ولاية دارفور الشمالية، بعد معارك عنيفة، وفقًا لما نقلته صحيفة Sudan Tribune. وقال المتحدث باسم القوات، إن ميليشيات الجنرال محمد حمدان دقلو تمكنت من “تحرير الفرقة السادسة وكسر شوكة الجيش وحلفائه، والسيطرة الكاملة على هذه القاعدة العسكرية الاستراتيجية”. ووصف هذا التطور بأنه “نقطة تحول مهمة وخطوة نحو بناء دولة جديدة يشارك في إنشائها جميع السودانيين وفق تطلعاتهم للحرية والسلام والعدالة”. وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع تتعاون مع ما أسموه “الحكومة المؤسسة” لحماية المدنيين وتسهيل عودة النازحين وضمان توصيل المساعدات الإنسانية.
لكن هذه الأنباء لم يتم تأكيدها من قبل القوات المسلحة السودانية (Saf). من جهته، نفى المتحدث باسم المقاومة الشعبية في الفاشر، أبو بكر الإمام، أي صحة للادعاءات، مؤكدًا عبر صفحته على فيسبوك أن “أهالي الفاشر لا يزالون صامدين ويدافعون عن أرضهم وكرامتهم بكل شجاعة”. وأشار إلى أن المدينة “تعاني حاليًا من حملة إعلامية مضللة تهدف لإثارة الذعر”، مبينًا أن مجرد دخول مقر الفرقة لا يعني سقوط الفاشر. وذكرت مصادر ميدانية للصحيفة أن الجيش انسحب من مقر القيادة مساء أمس متجهًا نحو حي الدرجة الأولى الغربي، بعد قصف مكثف من قوات الدعم السريع، دون أي تعليق رسمي من قيادة الجيش، في حين أفادت منصات مؤيدة للجيش أن المعارك مستمرة.
منذ أبريل 2024، تتعرض الفاشر، آخر مدينة في دارفور الشمالية لا تزال تحت سيطرة الجيش، لهجمات وحصارات متكررة من قوات الدعم السريع. واتهم نشطاء ومصادر محلية ميليشيات دقلو باستخدام مرتزقة من جنوب السودان وكولومبيا، بعضهم مزود بطائرات مسيرة ومدفعية ثقيلة تقصف المدينة يوميًا. وفي الأيام الثلاثة الماضية، حققت قوات الدعم السريع تقدمًا سريعًا نحو مقر الفرقة، وسيطرت على أمانة حكومة دارفور الشمالية والمجمع الوزاري وعدد من المؤسسات الحكومية المحيطة بالقاعدة، مما عزز الحصار على الجيش.
كما بثت المنصات التابعة لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر عناصرها داخل مقر قيادة الفرقة السادسة، الذي بدا أنه تعرض لأضرار كبيرة. وفي المقابل، اتهمت مجموعات حقوقية وسكان محليون قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين خلال محاولتها السيطرة على المدينة، بما في ذلك تدمير الأسواق والمستشفيات واستهداف الملاجئ والمطاعم المجانية، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى وزاد من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.










