عقد رئيس أركان الجيش الوطني الليبي، اللواء خالد حفتر، اجتماعا مهما في مدينة سرت مع عدد من قادة الألوية من مصراتة، وأسفر اللقاء عن الاتفاق على تشكيل قوة عسكرية مشتركة بين الشرق والغرب الليبي.
وأعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الوطني تفاصيل الاتفاق عبر بيان رسمي نشر على صفحتها في فيسبوك، مشيرة إلى أن الخطوة تأتي ضمن الجهود الرامية إلى توحيد المؤسسات العسكرية الليبية المنقسمة منذ سنوات بين شرق البلاد وغربها.
أهداف ومضامين الاجتماع
أكد حفتر خلال الاجتماع على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وملموسة نحو توحيد القوات المسلحة، واصفا ذلك بأنه ركيزة أساسية لمستقبل ليبيا واستقرارها.
وينظر إلى مشاركة قادة مصراتة، الذين يمثلون ركيزة أمنية قوية في الغرب، على أنها خطوة سياسية وعسكرية مهمة نحو تعزيز التعاون بين الساحلين.
ويأتي اختيار مدينة سرت لعقد الاجتماع لدورها الرمزي والجغرافي كمدينة وسطية تربط مناطق النفوذ الشرقي والغربي، ولضمان الحياد في الحوار العسكري والأمني بين الطرفين.
كما أنها تستعد لاستضافة مناورات “فلينتلوك” العسكرية عام 2026، التي تنظمها القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) لتعزيز التنسيق بين القوات الليبية بمشاركة قوات إقليمية ودولية.
سياق سياسي وعسكري أوسع
لا تزال ليبيا مقسمة بين حكومتين متنافستين: حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليا، والسلطة الموازية في بنغازي المرتبطة بقوات حفتر. وقد عزز حفتر مؤخرا الجيش الوطني بأسلحة روسية وصينية، وعين أبنائه في مناصب قيادية، ما أعطى صبغة رسمية لخلافته العسكرية.
هذا ويتزامن الاجتماع مع جهود الأمم المتحدة لإطلاق خارطة طريق لإجراء انتخابات وطنية خلال 12 إلى 18 شهرا، والتي تتضمن توحيد المؤسسات العسكرية والسياسية والحوار الوطني الشامل.
من جهته، أكد حفتر خلال لقاء مع زعماء القبائل في بنغازي أن حل الأزمة الليبية يجب أن يأتي من الشعب ودعم القبائل دون انتظار مبادرات خارجية، مشددا على أن القيادة العسكرية ستظل حصنا منيعا للوطن.
تأتي مبادرة توحيد القوات بين الشرق والغرب في سياق مساعي التهدئة وتعزيز الاستقرار في ليبيا، وتفتح الباب أمام تعاون محتمل بين الجيش الوطني الليبي وقوات مصراتة، ما قد يمهد الطريق لمزيد من الخطوات نحو الوحدة العسكرية والسياسية الوطنية، مع الحفاظ على التوازن بين القوى المختلفة في البلاد.










