الجيش الروسي يواصل تقدمه في مدينة باكروفسك الاستراتيجية بشرق أوكرانيا وسط معارك عنيفة، بينما يؤكد الرئيس زيلينسكي أن القوات الأوكرانية لا تزال صامدة رغم الضغوط الميدانية والخسائر البشرية المتزايدة.
في تصعيد جديد للحرب الروسية الأوكرانية، كثّفت موسكو هجماتها على مدينة باكروفسك الواقعة في إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا، في خطوة يصفها المراقبون بأنها واحدة من أعنف المراحل الميدانية منذ أشهر.
وبحسب هيئة الأركان الأوكرانية، فقد توغلت وحدات روسية تضم نحو 200 جندي في الأحياء الجنوبية للمدينة، حيث تدور معارك شوارع عنيفة وسط قصف مدفعي وجوي مكثف.
ورغم شراسة الهجوم، نفت كييف بشكل قاطع الادعاءات الروسية حول تطويق المدينة بالكامل، ووصفتها بأنها “أكاذيب دعائية تهدف إلى كسر الروح المعنوية للقوات والمدنيين”.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أقرّ في خطاب متلفز بـ“القتال الشرس عند مداخل المدينة”، مؤكداً أن القوات الأوكرانية “ما زالت تسيطر على خطوطها الدفاعية الأساسية” رغم تزايد خسائرها البشرية.
الخبير العسكري الأوكراني كوستانتين ماشوفيتس أوضح أن الوضع الميداني “حرج لكنه ليس منهارًا”، مشيراً إلى أن القوات الروسية تستخدم مجموعات تخريب صغيرة مكونة من ثلاثة إلى عشرة عناصر تتسلل عبر الأحياء الجنوبية مستخدمة تكتيكات قتال مدني متقدمة.
وأشار إلى أن هذه المجموعات تحاول زرع الفوضى داخل المدينة وقطع طرق الإمداد الرئيسية التي تربطها بالمدن الشمالية.
في المقابل، أعلنت منصات مراقبة ميدانية مثل “DeepState” أن القوات الأوكرانية تمكنت من استعادة ثلاث قرى شمال باكروفسك كانت قد خسرتها خلال الهجوم الروسي في أغسطس الماضي.
لكن الأزمة الأكبر، وفق المحللين، تكمن في نقص الكوادر القتالية والتجهيزات لدى بعض ألوية الجيش الأوكراني، ما يجعل خطوط الدفاع أكثر هشاشة في مواجهة الزحف الروسي المستمر.
تزامناً مع ذلك، أكد مدير الاستخبارات البريطانية ريتشارد مور أن روسيا قد تكون تكبدت ما يصل إلى مليون خسارة بشرية بين قتيل وجريح منذ بداية الغزو في فبراير 2022، مشيراً إلى أن “الكرملين يدفع ثمناً بشرياً هائلاً مقابل مكاسب ميدانية محدودة”.
ويرى مراقبون أن معركة باكروفسك تمثل اختبارًا حاسمًا لكلا الجانبين:
فموسكو تسعى لتأمين ممر بري كامل عبر دونيتسك، بينما تراهن كييف على الصمود واستنزاف الخصم إلى أقصى مدى.










