شهدت وسائل الإعلام الليبية ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية موجةً غير مسبوقة من الجدل بعد تداول مقاطع فيديو وُصفت بأنها “فضيحة أخلاقية” تُنسب إلى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الأسبق مصطفى عبد الجليل، أحد أبرز رموز مرحلة ما بعد ثورة فبراير 2011.
ووفق ما تم تداوله مساء الأحد 27 أكتوبر 2025، فإن المقاطع المزعومة – التي لم يُتح التحقق من صحتها حتى الآن – تُظهر عبد الجليل في أوضاع غير لائقة مع شابٍ يُقال إنه يُدعى نجيب الحاسي، في واقعة تعود إلى عام 2024.
وتؤكد منشورات عديدة أن الفيديوهات كانت موضع ابتزاز خلال السنوات الماضية قبل أن يتم تسريبها مؤخرًا، تزامنًا مع الذكرى الرابعة عشرة لما يُعرف في ليبيا بـ“ثورة فبراير” وسقوط نظام معمر القذافي.
ردود الفعل
أثار انتشار المقاطع – التي لم تُنشر بشكل رسمي أو عبر وسائل إعلام معروفة – انقسامًا واسعًا بين الليبيين على منصات التواصل.
فبينما عبّر كثيرون عن صدمتهم ورفضهم الأخلاقي لمضمون المقاطع، اعتبر آخرون أن توقيت تسريبها يحمل أبعادًا سياسية، خصوصًا أنها جاءت بعد أيام من إعلان عبد الجليل استعداده للحديث عن “أسرار مرحلة المجلس الانتقالي”، وهو ما أعاد فتح الجدل حول رموز تلك المرحلة ودورهم في المشهد الليبي الراهن.
موقف الناشط حسام القماطي
الناشط الحقوقي الليبي حسام القماطي – المعروف بنشاطه في فضح الفساد وقضايا الانتهاكات الحقوقية – كان من أوائل من علقوا على الحادثة، إذ نشر عبر صفحاته على مواقع التواصل تعليقًا أثار جدلاً واسعًا قال فيه:”الحاج مصطفى مصارش من موضوع التعدد… التسجيلات حتخلي الليبيين انداد.”
وجاء تعليق القماطي بطابع ساخر، حيث فسّر متابعون استخدامه لعبارة “التعدد” في إشارة مزدوجة إلى الزواج المتعدد الذي يُعرف عن عبد الجليل، وإلى الطابع الجنسي المزعوم للتسريبات، بينما اعتبر آخرون أن القماطي استخدم السخرية كأداة نقدية للطبقة السياسية المرتبطة بمرحلة فبراير.
خلفيات الشخصيات
مصطفى عبد الجليل: محامٍ ووزير عدل سابق في عهد معمر القذافي، ترأس المجلس الوطني الانتقالي بين 2011 و2012، ويُعد من أبرز الوجوه السياسية خلال الثورة الليبية. يعيش منذ سنوات خارج ليبيا، وتحديدًا في الأردن وفق تقارير إعلامية.
حسام القماطي: ناشط حقوقي وإعلامي ليبي، يدير صفحات نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، وله تاريخ في كشف قضايا تتعلق بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. في أبريل 2025، كشف عن تورط شخصيات في مقتل ضابط عسكري، كما تناول في أكتوبر الجاري قضايا تتعلق بالهجرة غير النظامية إلى ليبيا.
ردود سياسية متباينة
في المقابل، سارع عبدالله ناكر، المرشح الرئاسي السابق وقائد “لواء القعقاع”، إلى الدفاع عن عبد الجليل، وكتب عبر حسابه في “فيسبوك”:
“فبراير ورموزها سجّلهم التاريخ، وعلى رأسهم الشيخ الفاضل ورمزها الأول مصطفى عبد الجليل… نحن رجالُك وتحت أمرك في ثورتنا، وما زلنا على عهدنا معك يا بطل.”
وأضاف ناكر أن “تسريب الفيديوهات محاولة لتشويه رموز فبراير”، معتبرًا أن خصوم الثورة “يحاولون إعادة ليبيا إلى حكم العائلة والاستبداد”، على حد وصفه.
التحقيق والاتهامات
حتى مساء الإثنين 28 أكتوبر، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الليبية أو من عبد الجليل نفسه بشأن التسريبات. وتشير مصادر محلية إلى أن عبد الجليل كان قد تقدم بشكوى إلى جهاز الأمن الداخلي بمدينة البيضاء في وقت سابق، ضد أشخاص يُشتبه في أنهم وراء التهديد بنشر المقاطع.










