أعلنت وزارة الدفاع السورية عن مقتل عسكريَّين وإصابة ثالث بجروح خطيرة، إثر استهداف إحدى نقاط الجيش العربي السوري في شمال البلاد، مُوجهة الاتهام بشكل مباشر إلى قوات سوريا الديموقراطية (“قسد”) بالوقوف وراء الهجوم. وجاء الحادث ليُلقي بظلاله على جهود التهدئة والمحادثات الجارية بين الطرفين.
اتهام مباشر بالاستهداف
نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بياناً لوزارة الدفاع أشار إلى أن قوات “قسد” استهدفت نقطة للجيش في محيط سد تشرين بصاروخ موجه. وأكد البيان أن هذا الاستهداف أسفر عن “استشهاد اثنين من الجنود وإصابة ثالث بجروح خطيرة”.
وشددت الوزارة على أن هذا العمل يمثل رفضاً من جانب قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، لـ”جميع التفاهمات والاتفاقات السابقة” من خلال استهداف نقاط الجيش وقتل أفراده.
“قسد” تنفي وتؤكد الالتزام بالاستقرار
في المقابل، سارعت قوات سوريا الديموقراطية إلى نفي مسؤوليتها “بشكل قاطع” عن الحادث، مؤكدة أنها “لم تنفذ أي عملية استهداف” في محيط سد تشرين، الواقع في ريف مدينة منبج بمحافظة حلب.
وأكدت “قسد” التزامها الراسخ بـ”مبدأ عدم التصعيد والحفاظ على الاستقرار في مناطق التماس”، مشددة على استمرارها في جهودها الوطنية لمواجهة التهديدات التي تستهدف أمن وسلامة السكان.
الحادث يعرقل محادثات الاندماج
يأتي هذا التصعيد في وقت حرج، حيث تجري “قسد” محادثات مع السلطات في دمشق حول دمج مقاتليها في صفوف وزارة الدفاع، وذلك بناءً على اتفاق مبدئي تم توقيعه في 10 آذار/مارس. غير أن تباينات في وجهات النظر حول تنفيذ بنود الاتفاق حالت دون إتمامه حتى الآن، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.
سد تشرين.. نقطة صراع استراتيجية
يعد سد تشرين موقعاً استراتيجياً، كونه يوفر الكهرباء لمناطق واسعة في سوريا ويمثل مدخلاً لمنطقة شرق الفرات الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية الكردية.
وكانت المنطقة قد شهدت توتراً كبيراً بعد فترة وجيزة من إطاحة حكم بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، حيث تعرض السد لضربات متكررة من طائرات مسيّرة تركية، أسفرت عن مقتل مدنيين، بالإضافة إلى هجمات شنتها فصائل موالية لأنقرة على المقاتلين الأكراد.
وفي نيسان/أبريل الماضي، انتشرت قوات عسكرية وأمنية في محيط السد بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين الحكومة والمقاتلين الأكراد برعاية أميركية، بهدف تثبيت الاستقرار الأمني في محيط المرفق الحيوي. غير أن الحادث الأخير يهدد بتقويض التفاهمات الهشة التي تم التوصل إليها.










