الولايات المتحدة تعلن تقليص الوجود العسكري على الجناح الشرقي للناتو،أعلنت الولايات المتحدة عن تقليص جزء من وجودها العسكري على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها “تعديل استراتيجي” وليس انسحابًا كاملًا، مما أثار الشكوك والمخاوف بين حلفاء الناتو في شرق أوروبا.
تفاصيل التخفيض في رومانيا
يشمل القرار تقليص عدد القوات الأمريكية في قاعدة ميخائيل كوجالنيشينو الجوية، حيث سيتم سحب نحو 800 جندي من اللواء القتالي الثاني التابع للفرقة 101 المحمولة جواً، مع الحفاظ على نحو 1000 جندي في القاعدة.
تعتبر القاعدة قرب ميناء كونستانزا على البحر الأسود نقطة استراتيجية، ويجري حاليًا توسيع بنيتها التحتية لتصبح أكبر قاعدة للناتو في أوروبا، تستوعب حتى 10 آلاف جندي وعائلاتهم، وتعمل كمركز لوجستي وعملياتي رئيسي بالقرب من البحر الأسود، في ظل الصراع القائم في أوكرانيا.
التأثير على دول أخرى
تشمل المراجعة أيضًا بلغاريا وسلوفاكيا والمجر، مع استمرار الوجود الأمريكي الكبير في بولندا عبر الفيلق الخامس للجيش في بوزنان.
رغم التخفيض، أكدت وزارة الدفاع الرومانية أن التمثيل العسكري الأمريكي في القواعد الأخرى سيبقى مستقراً، مع وجود دائم يبلغ نحو 1000 جندي، مزودين بمعدات حديثة مثل الطائرات المسيّرة والمقاتلة.
ردود فعل الحلفاء
سلوفاكيا: وصف رئيس الوزراء روبرت فيكو القرار بأنه “مفهوم” و”عملي”، مؤكدًا أن أوروبا طالما اعتبرت الحماية الأمريكية أمرًا مفروغًا منه.
رومانيا وبلغاريا: بدأت بوخارست وفريقها الدبلوماسي في طلب تطمينات بشأن استمرار الدعم الاستراتيجي الأمريكي، فيما بدأت بلغاريا مناقشات داخل الناتو لفهم تداعيات التخفيض.
إيطاليا: عبر وزير الدفاع غيدو كروسيتو عن عدم تفاجئه، مؤكدًا على أهمية أن تضمن أوروبا دفاعها بنفسها في مواجهة تحولات التوازن العسكري العالمي.
موقف الولايات المتحدة
أكد السفير الأمريكي لدى الناتو ماثيو ويتاكر أن “رومانيا تُظهر مسؤولية متزايدة في الدفاع الأوروبي”، مشيرًا إلى أن التخفيض لا يغيّر التزام واشنطن كشريك استراتيجي موثوق.
من جانبها، أكدت الحكومة الرومانية أن الوجود العسكري المتبقي للناتو يكفي لحماية البلاد، مع استمرار الاستثمار في قدرات الجيش الروماني وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.
التفسير الاستراتيجي
تؤكد واشنطن أن القرار لا يمثل انسحابًا عامًا من أوروبا، بل إعادة تخصيص الموارد نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما يتماشى مع الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة تحديات منافسة القوى الكبرى، خصوصًا الصين.
ويرى بعض المراقبين أن الخطوة تمثل فرصة للاتحاد الأوروبي لتعزيز قدراته الدفاعية الذاتية، بينما يحذر آخرون من فراغ استراتيجي محتمل قد تستغله روسيا أو جهات إقليمية أخرى.
في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، يوضح القرار الأمريكي أن أوروبا ستحتاج بشكل متزايد إلى الاعتماد على قدراتها الذاتية في الدفاع، مع بقاء واشنطن ملتزمة بالردع، ولكن بطريقة أكثر انتقائية واستهدافًا.










