بوركينا فاسو: صدمة ميدانية بعد سيطرة تنظيم القاعدة الكاملة على بلدة باني.
في تطور ميداني ينذر بتدهور جديد في الوضع الأمني ببوركينا فاسو، أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM)، التابعة لتنظيم القاعدة، في الأول من نوفمبر 2025، سيطرتها الكاملة على بلدة باني الواقعة في مقاطعة سانماتنجا قرب مدينة كايا، عاصمة إقليم الوسط الشمالي.
تفاصيل السيطرة والادعاءات
جاء الإعلان عبر قنوات الجماعة الدعائية، مرفقا بمقاطع فيديو تظهر عناصرها وهم يستعرضون في شوارع البلدة، ويرفعون راياتهم قرب دوار AES، في إشارة إلى التحالف الإقليمي بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وأوضحت التقارير المحلية أن المقاتلين وصلوا على دراجات نارية، وهاجموا مواقع المتطوعين للدفاع عن الوطن (VDP)، واستولوا على معداتهم، دون تسجيل خسائر بشرية مؤكدة.
السياق الميداني
تندرج السيطرة على باني ضمن استراتيجية تطويق كايا، المركز العسكري الرئيسي شمال شرق العاصمة واغادوغو. فمنذ منتصف 2025، صعدت الجماعة هجماتها في المنطقة بهدف عزل كايا عن خطوط الإمداد الحكومية.
ويذكر أن الجماعة نفذت خلال العام نفسه أكثر من 280 هجوما في أنحاء البلاد، بينها عمليات دامية في جيبو وسيبا.
تداعيات إنسانية وأمنية
تشهد منطقة الوسط الشمالي أزمة إنسانية متفاقمة، إذ تؤوي كايا وحدها أكثر من 50 ألف نازح داخلي. المدارس والمراكز الصحية تعمل فوق طاقتها، فيما تتزايد المخاوف من نزوح جديد إذا توسع القتال حول المدينة.
موقف الحكومة
حتى الثاني من نوفمبر، لم يصدر المجلس العسكري بقيادة النقيب إبراهيم تراوري بيانا رسميا حول الوضع في باني. غير أن مصادر أمنية ترجح استعداد الجيش لشن ضربات جوية مضادة، بمساندة من قوات أجنبية، في محاولة لاستعادة البلدة.
نظرة تحليلية
يظهر هذا التطور أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين باتت توسع نفوذها جنوبا مستفيدة من ضعف التنسيق بين دول الساحل، بعد انسحاب بعضها من التحالفات الإقليمية. كما تثير سيطرة الجماعة على باني مخاوف من زحف محتمل نحو كايا، ما قد يعيد رسم الخريطة الأمنية لبوركينا فاسو خلال الأشهر المقبلة.










