لتحالف المدني الديمقراطي يدعو إلى هدنة إنسانية في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان
في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب المستمرة في السودان، دعا التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” طرفي النزاع إلى تغليب صوت الضمير الوطني والتوقيع الفوري على اتفاق هدنة إنسانية، بهدف تخفيف المعاناة عن المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة القتال، ويترقبون لحظة سلام توقف دوي السلاح وتعيد الأمل إلى المجتمعات المنكوبة.
وأكد التحالف في بيان رسمي أن الهدنة الإنسانية يجب أن تكون نقطة انطلاق نحو وقف شامل للحرب وإنقاذ السودان من الانهيار، مشددا على أن هذه الخطوة تمثل بداية ضرورية لمسار السلام. وأوضح البيان أن الحرب التي اندلعت قبل أكثر من عامين لم تخلف سوى الموت والدمار، وأن الشعب السوداني لم يحصد منها سوى الخراب والنزوح، ما يجعل الهدنة واجبا أخلاقيا ووطنيا قبل أن تكون استحقاقا إنسانيا.
وأشار التحالف إلى أن مأساة مدينة الفاشر تمثل إنذارا خطيرا بامتداد نيران الحرب إلى مدن جديدة، وتكرار الفواجع على مجتمعات لم تعد تحتمل المزيد من المعاناة.
وفي السياق نفسه، وجه رئيس حركة تحرير السودان – التيار الثوري، ياسر عرمان، نداء مفتوحا إلى قادة القوات المسلحة السودانية، دعاهم فيه إلى وقف الحرب فورا وقبول هدنة إنسانية، محذرا من أن استمرار القتال “سيقضي على ما تبقى من الوطن”. وأكد عرمان في رسالة مطولة أن موقفه ينبع من الانحياز للشعب السوداني دون أي دوافع سلطوية أو مصالح شخصية، مشددا على أن الحوار والسلام العادل هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من الانهيار.
الوضع الإنساني في دارفور:
في أعقاب التطورات العسكرية التي شهدتها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وصل مئات النازحين إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية بعد رحلة شاقة تجاوزت 1200 كيلومتر، وسط أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة. وتأتي هذه الموجة من النزوح بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
حركة النزوح:
أفادت مصادر محلية أن نحو 62 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها في السادس والعشرين من أكتوبر الماضي، متجهين إلى مناطق كورما، طويلة وقرني، حيث لا يزال آلاف منهم عالقين دون وسائل نقل أو دعم. وأوضح عدد من النازحين الذين وصلوا إلى مدينة الدبة أنهم قطعوا مسافات طويلة مرورا بقرني، طرة، أم مراحيك، ومليط، ثم عبروا مناطق الكبابيش في كردفان قبل الوصول إلى وجهتهم النهائية.
وتحدث عادل يعقوب، أحد الفارين، عن استمرار معاناة عشرات الأسر التي لا تزال تبحث عن وسائل نقل من مليط والمناطق المجاورة لمواصلة النزوح نحو مناطق أكثر أمانا، مشيرا إلى أن معظمهم غادروا الفاشر قبل أيام قليلة من دخول قوات الدعم السريع.










