“جيه ستريت” الأمريكية تحذر من حرب ثانية وشيكة بين إيران وإسرائيل: الجولة القادمة ستكون أكثر كثافة، حذّرت منظمة “جيه ستريت” الليبرالية المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة من أن اندلاع حرب ثانية بين إيران وإسرائيل ليس مجرد احتمال بعيد، بل أصبح أكثر ترجيحاً وكثافة، في ظل ما وصفته بـ”التحضيرات المتزايدة من الجانبين للجولة المقبلة من المواجهة”.
وجاء التحذير في تقرير جديد نُشر يوم الاثنين 3 نوفمبر/تشرين الثاني، أكدت فيه المنظمة أنه لا يوجد اتفاق رسمي مكتوب أو وقف لإطلاق النار بين الطرفين بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً، مشيرة إلى أن “استمرار الهدوء الحالي يعتمد بدرجة كبيرة على قدرة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على ردع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اتخاذ خطوات عسكرية، وهو نهج قد لا يكون فعالاً إلا على المدى القصير”.
وأوضح التقرير أن مسؤولين إسرائيليين يصفون الآن تلك المواجهة بأنها “الحرب الأولى مع إيران”، ويعتقدون أن الجولة القادمة ستستهدف بشكل مباشر برنامج الصواريخ الإيراني وبنية الحكومة الإيرانية، مضيفاً أن “إيران لن تُفاجأ مرة أخرى كما حدث في المرة السابقة”.
وفي طهران، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده أن بلاده “تحاول منع المنطقة من الدخول في حرب جديدة”، لكنه أقرّ بأن “احتمال اندلاع حرب أخرى بين إيران وإسرائيل مرتفع للغاية”.
🔹 هشاشة الهدوء القائم
كانت تقارير عدة، من بينها تقرير صادر عن معهد أبحاث وتحليل الدفاع الهندي في 11 سبتمبر/أيلول، قد وصفت وقف إطلاق النار بعد الحرب السابقة بأنه هشّ ومتهاوٍ، في حين صرّح المسؤول الإيراني علي لاريجاني في 21 أغسطس/آب أن “الحرب بين الحكومة الإيرانية وإسرائيل لم تنته بعد”، داعياً قيادات الجمهورية الإسلامية إلى البقاء في حالة استعداد دائم.
🔹 تحذيرات من انهيار المسار الدبلوماسي
وحذّرت “جيه ستريت” في تقريرها من أن استمرار التصعيد الإيراني في الملف النووي وردود الفعل المبالغ فيها على آلية الزناد الدولية يفاقمان خطر الصدام المباشر مع إسرائيل، كما حثّت أنصار الدبلوماسية على “تذكير إيران بالمخاطر طويلة الأمد المترتبة على تقويض دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأكد التقرير أن تصاعد التوترات النووية الانتقامية جعل من “العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 أمراً شبه مستحيل”، مشيراً إلى أن التقدم التقني النووي الإيراني “قلّل بشكل كبير من القيمة الأصلية للاتفاق بالنسبة للغرب”.
نحو اتفاق جديد أكثر شمولاً
ورغم ذلك، ترى المنظمة أن التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران لا يزال ممكناً، شريطة أن يكون مختلفاً عن خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، وأن يستند إلى الدروس المستفادة منها. وأوصت بأن يتضمن أي اتفاق مستقبلي التزامات نووية واضحة مقابل تخفيف العقوبات، إضافة إلى معالجة القضايا الإقليمية الحساسة، مثل برنامج الصواريخ الإيراني ودعم المجموعات الوكيلة في المنطقة.
كما شددت “جيه ستريت” على ضرورة إشراك أطراف إقليمية جديدة، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، في أي مفاوضات مستقبلية “لضمان اتفاق أكثر شمولاً واستقراراً في المنطقة”.
ويأتي تقرير المنظمة في وقت تتزايد فيه المخاوف الإقليمية والدولية من تجدد التصعيد بين طهران وتل أبيب، وسط تحركات عسكرية مكثفة وتصريحات متبادلة تعكس توترات غير مسبوقة منذ الحرب الأخيرة.










