شهد الفنان القدير حسين فهمي خلال الأيام الأخيرة حضورًا لافتًا ونشاطًا غير مسبوق مع انطلاق الدورة 46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يترأسه للعام الثالث على التوالي وسط أجواء احتفالية يُثني المتابعون على رقي تنظيمها وحِرص الفنان المخضرم على ترسيخ هوية مصر السينمائية وتعظيم دورها الحضاري والثقافي في المنطقة والعالم
وصف حسين فهمي الدورة الحالية من المهرجان بأنها “احتفاء بالهوية المصرية وإثبات لقدرة مصر على صنع المعجزات بفضل الإرادة والطموح”، مشددًا في كلمته الافتتاحية على أنّ السينما مشروع وطن وصورة حضارية تعكس القيم الإنسانية العريقة وتجدد الريادة الثقافية لمصر في المنطقة
وقد شارك في الافتتاح نخبة من نجوم الفن والإعلام على السجادة الحمراء، ولاقى فهمي اهتمامًا خاصًا بإطلالته الأنيقة وحديثه الدبلوماسي الموسع عن أهمية الفن كقوة ناعمة ودور السينما في بناء الوعي والدعوة للسلام والتعايش
.حماية التراث وترميم كنوز السينما
أطلق الفنان حسين فهمي مشروعًا استثنائيًا لترميم 1400 فيلم من كلاسيكيات السينما المصرية، وتسليط الضوء على مجموعة مختارة من الأفلام المُرممة هذا العام، مثل “قنديل أم هاشم”، “غروب وشروق”، “خان الخليلي” و”الناس والنيل” للمخرج يوسف شاهين، وعرضها أمام الجمهور الدولي والمحلي ضمن فعاليات المهرجان مع ترجمة إنجليزية لفتح نوافذ التواصل مع العالم
يهدف المشروع إلى الحفاظ على الذاكرة السينمائية الوطنية ونقلها للأجيال القادمة ككنوز تروي التاريخ الفني المصري والأدوار الريادية التي لعبتها السينما محليًا وعربيًا
.تصريحات إنسانية وفلسفية عن الفن والحياة
في تصريحات إعلامية متزامنة مع الفعالية، ركز فهمي على فلسفته الشخصية بأن الحب في مقدمة القيم الإنسانية، معتبرًا أنّ الحنان والارتباط العاطفي هما أساس النجاح: “لو في حب حقيقي مفيش حاجة هتقف قدامنا”. أكد أيضًا أنّ السينما المصرية تمتلك قصة فريدة وحضارة ممتدة، مُعربًا عن مسؤوليته وفخره بترؤس أحد أكبر المهرجانات الفنية في الشرق الأوسط، ومشيراً إلى أن “الهوية المصرية ستظل سيدة الموقف وصاحبة الكلمة الفصل في كل المحافل السينمائية”
.مشاريعه الفنية القادمة
انجذب حسين فهمي هذا العام لأفكار جديدة من خلال مشاركته في أفلام مثل “الملحد” و”قصر الباشا” التي وصفها بقفزات إبداعية ومغامرات فكرية وفنية تعكس تطلعه للابتكار ورفضه البقاء في قوالب مكررة
. كما أعلن عن تعاون مميز مع عدد من الجهات الثقافية لتوثيق الإنجازات والمشاريع الوطنية الكبرى، ما يعكس التزامه بربط الفن بقوة الدولة الحضارية ومسؤوليتها المجتمعية
.تفاعل الجماهير وأسلوب الإدارةلاقى حسين فهمي إشادات واسعة من الجمهور ووسائل الإعلام لطريقته في إدارة المهرجان وتعامله الإيجابي والراقي مع الحضور، حيث برز كوجه دبلوماسي يجمع بين تاريخ طويل وحضور معاصر يُلهم الأجيال الجديدة، وأثبت استعداده الدائم لمناصرة الفنانين الشباب ودعم القضايا الفنية والإنسانية على كل الأصعدة
.يواصل حسين فهمي ترسيخ مكانته رمزًا للفن الراقي والاعتزاز بالهوية المصرية، من خلال العمل المستمر على تطوير السينما الوطنية والمشاركة في مشاريع كبرى تلهم الأجيال وتدعم رؤية مصر كمركز للإبداع والحوار الحضاري










