زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن تعكس شراكة أمريكية–سعودية متجددة، تجمع بين الأمن والاستثمار والإصلاح الاجتماعي لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط
واشنطن – 13 نوفمبر 2025
تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن لاستقبال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في زيارة رسمية إلى البيت الأبيض تُعد محطة محورية في مسار العلاقات الأمريكية–السعودية، وسط توترات إقليمية متزايدة وتحديات أمنية عالمية.
ويؤكد خبراء سياسيون أن هذه الزيارة تأتي في وقت حساس لتعزيز تحالف استراتيجي يعتبر جوهريًا لأمريكا وإسرائيل ودول المنطقة، بما يسهم في حماية خطوط الشحن في البحر الأحمر والخليج العربي، وصد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة المدعومة من إيران، بالإضافة إلى منع انتشار الأسلحة النووية.
وقال جيسون غرينبلات، المبعوث السابق للبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، إن الشراكة بين واشنطن والرياض مبنية على مصالح مشتركة قوية، حيث تعتمد قوة الولايات المتحدة في المنطقة على حلفاء قادرين على تحمل مسؤوليات الأمن الإقليمي.
وتأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي قادها ولي العهد السعودي، ضمن مبادرة “رؤية 2030”، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط، وتشجيع الاستثمار وريادة الأعمال، وتوسيع السياحة، وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للابتكار.
وتشهد السعودية تحولات ثقافية واجتماعية واسعة، شملت زيادة مشاركة النساء في سوق العمل، وتقييد صلاحيات الشرطة الدينية، وفتح المجال للحفلات والمهرجانات السينمائية والثقافية، ما يعكس رؤية المملكة للانفتاح والحداثة دون المساس بهويتها الثقافية والدينية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أعلن الجانبان مؤخرًا عن حزمة استثمارية وتجارية ضخمة تبلغ قيمتها 600 مليار دولار، تعكس ثقة المملكة في الاقتصاد الأمريكي، وتفتح آفاقًا جديدة لفرص العمل والتعاون الصناعي والتكنولوجي بين البلدين.
ويُتوقع أن تشمل زيارة ولي العهد مناقشة اتفاقية دفاعية مقترحة تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري، وتوحيد القدرات التقنية والاستخباراتية، ورفع مستوى الردع ضد التهديدات الإقليمية، مع ضمان استمرار التوافق والتنسيق بين الحلفاء في المنطقة.
وتأتي هذه الشراكة في وقت يتطلع فيه القادة الإقليميون إلى خطوات أولية نحو تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، مع التأكيد على ضرورة مراعاة حقوق الفلسطينيين. ويأمل المراقبون أن تتيح هذه المبادرات إعادة التوازن السياسي في المنطقة، وتقوية التيارات المعتدلة، وفتح مسارات جديدة للسلام والاستقرار.
وتعكس زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض التزام المملكة بالاستثمار في المستقبل، والانفتاح على الإصلاح الاجتماعي، وتحمل مسؤولياتها الدولية، في حين تؤكد الولايات المتحدة استمرار دعمها للشريك الإقليمي الحيوي.
يُنظر إلى هذه الزيارة على أنها فرصة لتعزيز شراكة طويلة الأمد، تجمع بين الأمن والاستثمار والتنمية، في خطوة قد تعيد رسم خريطة التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط.










