سوريا والصين تعلنان شراكة استراتيجية لتعزيز الاستقرار وإعادة الإعمار، ودعم السلام والتنمية المستقرة بعد سنوات النزاع الطويلة في البلاد
دمشق – أعلنت الصين و سوريا اليوم الاثنين عن التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي وبناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد، تشمل التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، مع التركيز على إعادة الإعمار والتنمية المستقرة بعد السنوات الطويلة من الصراع في البلاد.
وجاء ذلك خلال زيارة رسمية لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بكين، حيث التقى نظيره الصيني وانغ يي، وبحثا معاً العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بما في ذلك مشاركة بكين في إعادة بناء الاقتصاد السوري والمساهمة في الأمن والاستقرار في البلاد. ووقع الجانبان عقب المباحثات بياناً مشتركاً أكد الالتزام بدعم عملية السلام وفق مبدأ “قيادة سورية وملكية سورية”، وتشجيع الحوار الشامل وخطط إعادة الإعمار عبر العملية السياسية.

كما التقى الشيباني المندوب الدائم للصين في الأمم المتحدة، فو كونغ، في نيويورك، خلال زيارة شارك خلالها في جلسة لمجلس الأمن حول سوريا. وأكد أن سوريا ستكون شريكاً وداعماً للصين في مختلف القضايا الدولية، مع التركيز على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، وضرورة التنسيق المشترك لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والإقليمية مع ضمان احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأشار الشيباني إلى أهمية مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، واعتبر التعاون مع الصين فرصة للاستفادة من التجربة التنموية الصينية بما يسهم في إعادة الإعمار وتحقيق التنمية المستقرة في سوريا. كما شدد على الالتزام بمبدأ “الصين الواحدة” ورفض أي محاولات للمساس به.
من جهته، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيراً إلى أن سوريا كانت من أولى الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وأن الجانبين دولتان ناميتان تربطهما مصالح مشتركة واسعة. وشدد على التزام بكين بالمساواة بين الدول، وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية، ومن ضمنها الخيارات المستقلة للشعب السوري، مؤكدًا استعداد الصين للمساهمة في إعادة إعمار سوريا ودعم التنمية وتحسين سبل العيش، إلى جانب جهود تحقيق السلام وفق العملية السياسية السورية.
يأتي هذا الإعلان في سياق استمرار الصين كداعم رئيسي لسوريا خلال السنوات الماضية، حيث كانت بين الدول القليلة التي زارها الرئيس المخلوع بشار الأسد منذ اندلاع النزاع عام 2011، وكانت تستخدم حق النقض في مجلس الأمن لدعم دمشق ضد مشاريع القرارات الدولية المتعلقة بسوريا. كما سبق أن أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارة الأسد إلى بكين في سبتمبر 2023 عن إقامة “شراكة استراتيجية” بين البلدين، ما يعكس عمق التعاون التاريخي والدبلوماسي بين الجانبين.
وأكد البيان السوري الصادر عن وزارة الخارجية أن هذه الشراكة تهدف إلى توسيع التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين البلدين، ودعم استقرار سوريا، والمساهمة في جهود إعادة الإعمار بما يلبي تطلعات الشعب السوري للسلام والتنمية.










