اعتقلت السلطات الأمنية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، تمهديا لنقله إلى السجن تنفيذا للححكم عليه بالسجن لمدة 27 عاما.
وجاء الاعتقال بعد استنفاد فريق جايير بولسونارو القانوني طعونا رئيسية ضد حكم بالسجن لمدة 27 عاما. وتتركز جهود محاميه حاليا على الضغط من أجل إخضاعه للإقامة الجبرية لأسباب إنسانية، مشيرين إلى أن إيداعه السجن يمثل خطرا حقيقيا على صحته.
وفي حال رفض طلبه، قد يرسل جايير بولسونارو، البالغ من العمر 70 عاما، إلى منشأة أمنية مشددة، مثل سجن بابودا في برازيليا، خلال الأيام القليلة المقبلة.
27 عاما في السجن بتهمة التخطيط لانقلاب
أدانت هيئة من خمسة قضاة في المحكمة العليا البرازيلية بولسونارو في 11 سبتمبر/أيلول 2025، بخمس تهم خطيرة تتعلق بالتخطيط لانقلاب بعد خسارته انتخابات 2022 أمام الرئيس الحالي لولا دا سيلفا. وشملت التهم: محاولة إلغاء سيادة القانون الديمقراطية، تنظيم انقلاب، والمشاركة في منظمة إجرامية مسلحة.
قضى الحكم بالسجن على جايير بولسونارو لمدة 27 عاما وثلاثة أشهر، إضافة إلى منعه من الترشح لمنصب عام حتى عام 2060. ومع رفض المحكمة العليا بالإجماع لاستئنافه الأساسي في 7 نوفمبر 2025، أصبح حكم السجن عمليا نافذا.
وكانت المؤامرة المزعومة قد بلغت ذروتها في اقتحام أنصار بولسونارو للمباني الحكومية في برازيليا في 8 يناير/كانون الثاني 2023، وهي أحداث وصفت بأنها “توبيخ قوي” للشعبوية اليمينية المتطرفة.
طلب الإقامة الجبرية: “السجن يهدد حياته”
في محاولة أخيرة لتجنب السجن، قدم محامو بولسونارو التماسا إلى القاضي ألكسندر دي مورايس (21 نوفمبر 2025)، لإخضاعه للإقامة الجبرية لأسباب صحية. ويشير محاموه إلى مشاكله المعوية المزمنة الناتجة عن طعن تعرض له عام 2018، والتي تطلبت جراحات متعددة، مجادلين بأن السجن “يهدد حياته”.
واستشهد الفريق القانوني بسابقة سمح فيها للرئيس السابق فرناندو كولور دي ميلو (76 عاما) بالإقامة الجبرية لأسباب صحية في قضية فساد، كنموذج إنساني يمكن تطبيقه على بولسونارو.
ردود فعل عنيفة ومحاولات عفو
أثارت القضية ردود فعل سياسية عنيفة. فبينما أشادت إدارة لولا بالإدانة واعتبرتها انتصارا للعدالة، يسعى حلفاء بولسونارو، بمن فيهم ابنه إدواردو، لإقرار مشروع قانون عفو في الكونغرس لإطلاق سراحه وإطلاق سراح مثيري الشغب.
وتختبر هذه القضية ديمقراطية البرازيل، حيث تواصل قاعدة بولسونارو حشد تأييدها ضد ما يصفونه بـ “تجاوزات القضاء”، فيما تشير تقارير إلى ضغوط من عائلة بولسونارو على البيت الأبيض الأمريكي للتدخل، رغم عدم اتخاذ أي إجراء رسمي.










