سجون إيران تزدحم بالنساء المدينات : ارتفاع صادم في عدد السجينات… وخبراء يحذّرون من «تأنيث الفقر»
تقرير إيراني يكشف تزايد سجن النساء بسبب الديون والكفالات غير المسدّدة، مع 73% من السجينات أمهات و24 يحملن درجات دكتوراه. خبراء يحذّرون من تفاقم التمييز الجنسى وتفكك الأسر ودوامة الفقر التي تحاصر النساء في إيران

نشرت صحيفة آرمان امروز تقريرًا جديدًا يكشف ارتفاعًا لافتًا في عدد النساء الإيرانيات المحبوسات على خلفية ديون مالية، وكفالات غير مسدّدة، وجرائم غير عمدية، في ظاهرة وصفها التقرير بأنها تعكس «تأنيث الفقر في إيران».
وبحسب الأرقام الرسمية الواردة في التقرير، فإن 73% من السجينات هن أمهات، كثيرات منهنّ لديهن أكثر من ثلاثة أطفال، في مؤشر على حجم التداعيات الاجتماعية الممتدة لظاهرة السجن بسبب الديون.
أسدالله جلايي، رئيس «هيئة الديات الوطنية» في إيران، قال إن هؤلاء النساء يتحملن «عبئًا ثقيلًا في إعالة عائلاتهن»، مشيرًا إلى أن السجن لم يعد حكرًا على الفئات الفقيرة أو الأقل تعليمًا، إذ توجد بين السجينات 24 امرأة تحملن درجات دكتوراه، وقعن في فخ الأزمات المالية وانعدام الشبكات الداعمة.
ويغطي التقرير فئات عمرية واسعة، تبدأ من شابة في العشرين من عمرها وصولًا إلى امرأة من مواليد 1935، ما يعكس انتشار الظاهرة عبر مختلف الطبقات والأعمار.
الاجتماع مع صحيفة آرمان امروز، قالت أستاذة علم الاجتماع الإيرانية فاطمة كبيرنژاد إن هذه الأرقام تمثل «علامة صارخة على التمييز البنيوي والانقسامات الاجتماعية العميقة»، مضيفة أن «جريمة أغلب النساء هي الوقوع في الديون، وهي نتيجة مباشرة لعدم المساواة الاقتصادية وضعف قدرة النساء على الوصول إلى الموارد المالية».
وأكدت كبيرنژاد أن غياب شبكات الدعم الاقتصادي يجعل النساء أكثر تعرّضًا للانهيار عند أي أزمة مالية، ووصفت نسبة الأمهات السجينات بأنها «كارثة اجتماعية مضاعفة»، معتبرة أن سجن الأمهات يهدد الأطفال والأسر بالانهيار، ويعمّق الفقر والاضطرابات النفسية.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى حاجة إيران «لإصلاح جاد» في نظامها القضائي، بعدما ظلت نساء كثيرات خلف القضبان لسنوات بسبب ديون غير قادرات على سدادها، في ظل غياب الحماية الاجتماعية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتقلّص فرص العمل، ما يصنع حلقة مفرغة من السجن، والفقر، وتفكك الأسر.










