استجابة لمظاهرات واسعة وحملة شعبية، أعلنت جنوب إفريقيا العنف ضد النساء والقتل القائم على النوع الاجتماعي كارثة وطنية، مع التركيز على تعزيز الحماية وموارد الدعم للضحايا.
جوهانسبرغ، 22 نوفمبر 2025
تظاهر المئات من النساء في مختلف مدن جنوب إفريقيا يوم الجمعة، احتجاجًا على العنف القائم على النوع الاجتماعي، وذلك قبيل انطلاق قمة قادة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ هذا الأسبوع. وشارك المتظاهرون في 15 موقعًا من بينها جوهانسبرغ، بريتوريا، كيب تاون ودوربان، مرتدين اللون الأسود كرمز “للحزن والمقاومة”.
وشمل الاحتجاج أداء حركة صامتة بالاستلقاء على الأرض لمدة 15 دقيقة، في إشارة إلى متوسط عدد النساء اللاتي يُقتلن يوميًا في البلاد بسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي، والذي يُقدَّر بـ15 امرأة يوميًا. وتُعد جنوب إفريقيا واحدة من الدول ذات أعلى معدلات قتل النساء في العالم، حيث تشير تقديرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أن معدل القتل فيها يفوق المتوسط العالمي بخمس مرات.

وجاء الاحتجاج ضمن حملة أطلقتها منظمة “نساء من أجل التغيير” تحت اسم G20 Women’s Shutdown، دعت خلالها النساء ومجتمع LGBTQ+ إلى “الامتناع عن جميع الأعمال المدفوعة وغير المدفوعة في أماكن العمل والجامعات والمنازل، وعدم إنفاق أي أموال طوال اليوم لإظهار التأثير الاقتصادي والاجتماعي لغيابهن”. وقالت الحملة: “حتى تتوقف جنوب إفريقيا عن دفن امرأة كل ساعتين ونصف، لا يمكن لمجموعة العشرين الحديث عن النمو والتقدم”.
وشملت الحملة أيضًا جمع توقيعات عبر الإنترنت تجاوزت المليون توقيع، إضافة إلى مشاركة العديد من الشخصيات العامة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك المغنية الفائزة بجائزة جرامي تايلا، التي غيّرت لون حسابها إلى البنفسجي، وهو اللون الرمزي المرتبط بحقوق النساء.
استجابة للحملة، أعلن الدكتور بونغاني إلياس سيثول، رئيس المركز الوطني لإدارة الكوارث، تصنيف العنف القائم على النوع الاجتماعي وقتل النساء كـ”كارثة وطنية”. وأوضح أن القرار جاء بعد تقييم “المخاطر المستمرة والفورية على حياة النساء نتيجة استمرار أعمال العنف”، ما استوفى الشروط القانونية وفقًا لقانون إدارة الكوارث في البلاد.
ورحّب وزير الحكم التعاوني والشؤون التقليدية، فيلينكوسيني هلابيسا، بالقرار، مؤكداً أنه سيتيح للسلطات تخصيص الموارد اللازمة وتعزيز الدعم للهيئات القائمة لمكافحة العنف ضد النساء.
كما شدد الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا خلال اجتماع جانبي مع المجتمع المدني على هامش القمة على أن “نساء البلاد يصرخن بأنهن بحاجة إلى اهتمام أكبر بقضية العنف ضدهن”، مؤكدًا أن الحكومة ستعامل العنف ضد النساء وقتل النساء على أنه “أزمة وطنية”.
واحتفلت منظمة “نساء من أجل التغيير” بالقرار على حسابها في إنستغرام، واعتبرت أن المجتمع كتب تاريخًا جديدًا بإجبار الدولة على مواجهة الواقع. وأعلنت المنظمة أنها تعتزم عقد اجتماع متابعة الأسبوع المقبل لوضع “خطة عمل مفصلة وجدول زمني للتنفيذ”.










