أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله الحذر بشأن التقدم المحرز في المحادثات الجارية مع أوكرانيا حول مقترح البيت الأبيض لإنهاء الصراع في أوروبا الشرقية، بينما وصف البيت الأبيض محادثات الأمس في جنيف بأنها “بناءة” وأدت إلى تحديد “إطار سلام محدث ومحسن”.
ترامب يرى “شيئا جيدا جدا يحدث”
نشر الرئيس ترامب رسالة على منصة “الحقيقة” للتواصل الاجتماعي أبدى فيها ارتياحه، لكنه ربط التصديق بالرؤية الفعلية للنتائج، قائلا:
“هل من الممكن حقا إحراز تقدم كبير في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا؟ لن أصدق ذلك حتى أراه، ولكن يبدو أن شيئا جيدا جدا يحدث. بارك الله أمريكا!”.
اتفاق على “إطار محسن” في جنيف
أعلن البيت الأبيض، في بيان مشترك مع أوكرانيا، أن وفدي البلدين أدخلا تعديلات على الخطة الأصلية المكونة من 28 نقطة التي اقترحتها إدارة ترامب. وأكد البيان المشترك أن المحادثات توجت بتحديد “إطار سلام محدث ومحسن”، مشددا على أن أي اتفاق نهائي:
يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا احتراما كاملا.
يضمن سلاما مستداما وعادلا.
ورغم التأكيد على وجود “خطوات يتعين اتخاذها”، أشار البيان إلى اتفاق الطرفين على “مواصلة العمل المكثف على المقترحات المشتركة في الأيام المقبلة”.
مخاوف أوكرانية وأوروبية حول التنازلات
أثار المقترح الأولي لإدارة ترامب مخاوف في كييف وعواصم أوروبية، لكونه يتضمن بنودا تشمل تنازلات إقليمية من الجانب الأوكراني، وقيودا على حجم قواتها المسلحة، واستبعادها من عضوية حلف الناتو. ومع ذلك، تتضمن الخطة أيضا ضمانات أمنية قوية ومشاركة مالية روسية في إعادة الإعمار، ما جعل كييف وقادة أوروبيين يبدون استعدادهم للبناء على النص الأمريكي لصياغة خطة إنهاء الصراع.
زيلينسكي يصف اللحظة بـ”الحرجة”
من جانبه، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اللحظة الراهنة بأنها “حرجة”، وذلك في رسالة فيديو وجهها إلى القمة البرلمانية الرابعة لمنصة القرم.
وأكد زيلينسكي على العمل الوثيق مع الشركاء الغربيين للتوصل إلى تسويات “تقوينا لا تضعفنا”، مشيرا إلى أن كييف تعمل مع واشنطن لتأمين إطلاق سراح السجناء وعودة الأطفال المرحلين.
وحذر الرئيس الأوكراني من ضغوط الرئيس الروسي لـ”إضفاء الطابع الرسمي القانوني على ما يسعى إليه، أي عدم احترام مبدأ السلامة الإقليمية والسيادة”، مشددا: “روسيا لا تريد هذا من أوكرانيا فحسب، بل تريده من العالم أجمع، وهو أمر بالغ الخطورة”.
ودعا زيلينسكي برلمانات العالم إلى دعم بلاده وتجميد الأصول الروسية، مؤكدا أن “روسيا لا تزال دولة معتدية: تقتل الناس كل يوم، والأراضي المحتلة لا تزال شاغرة. نحن بحاجة إلى ضغط مستمر ومحاسبة على جرائم الحرب”.










