أثار فيديو ساخر نشرته الفنانة والمذيعة الإذاعية جيلان علاء مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي، موجة من الجدل والانقسام الحاد بين الجمهور المصري، خاصة بعد انتشاره على نطاق واسع عبر منصة X (تويتر سابقاً). الفيديو، الذي يصوّر بأسلوب “الترول” (السخرية الفكاهية)، ينتقد نمط حياة الطبقة التي تعيش في المجمعات السكنية الراقية (“الكومباوند”).
قصتان للسخرية: من “السبت” إلى “الشحّات”
تحدثت جيلان علاء في الفيديو، مقلدة شخصية امرأة تعيش في بيئة راقية، عن موقفين مزعجين واجهتهما في محيط سكنها:
“سبت البلكونة”: روت عن منشور فيسبوكي على صفحة الـ “كومباوند” يشكو من أن السكان يدفعون 6 أو 7 ملايين جنيه مصري ثمنًا لوحداتهم، ليجدوا أن الجيران يستخدمون “سبت” (سلة بحبل) لتوصيل الأغراض من وإلى الشقق، وهي ممارسة تُعتبر شعبية وغير حضرية في هذا النوع من التجمعات. وأكدت علاء أن صاحب الشكوى “عنده حق” في شعوره بالضيق.
صدمة “الشحّات”: وصفت ما اعتبرته “الأبشع”، وهو رؤية “شحّات” (متسول) خارج حدود الـ “كومباوند” بينما كانت تخرج مع زوجها. أعربت علاء عن غضبها وتعجبها من دفع “فلوس قد كده” لتواجه مثل هذه المظاهر بمجرد الخروج من المجمع، قائلة: “What the hell”.
انقسام حاد بين “الترول” والتحريض
أثار الفيديو جدلاً واسعاً، حيث انقسمت آراء الجمهور بين مؤيد ومعارض:
المؤيدون (الساخرون): اعتبروا الفيديو “ترول” وتهكماً ذكياً على الطبقة التي تعيش في “الكمباوندات” وتعزل نفسها عن المجتمع، مؤكدين أن السخرية موجهة ضد هذه “النخبة” بالذات وليس الشعب المصري.
المنتقدون: رأوا في الفيديو تحريضاً صريحاً على الكراهية الطبقية، متهمين جيلان علاء بـ “التعميم على المصريين” أو وصفها بأنها جزء من “النخبة التي تكره الشعب”، مما أدى إلى ظهور هاشتاجات مثل #جيلانعلاء و #كمبوندالسخرية.
يُذكر أن جيلان علاء (مواليد 1994)، المعروفة بأسلوبها الكوميدي الجريء وأدوارها في برامج مثل “أسعد الله مساءكم” ومسلسلات مثل “ريح المدام”، اعتادت إثارة الجدل من خلال فيديوهاتها الساخرة التي تستهدف الظواهر الاجتماعية في مصر.
ويأتي هذا الجدل في توقيت حساس، حيث تزداد التوترات الاقتصادية والفجوة الطبقية في مصر، مما يجعل أي محتوى يتناول حياة “النخبة المعزولة” في الكمباوندات عرضة للانتقاد الواسع.










