صعد وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، من حدة خطابه ضد حركة طالبان الأفغانية، مؤكداً أن باكستان “ألغت أهمية” الحركة ولم تعد لديها “توقعات إيجابية” تجاهها، وسط توتر مستمر في العلاقات الثنائية.
جاءت تصريحات آصف في مقابلة تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، في أعقاب اتهام المتحدث باسم طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، لباكستان بشن غارات جوية ليلية في ولايات خوست وكونار وباكتيكا. وهي مزاعم نفاها المتحدث العسكري الباكستاني.
إنكار الهجمات والتقليل من شأن طالبان
سُئل وزير الدفاع عما إذا كانت باكستان تُنكر شن أي ضربات أو وقوع إصابات مدنية، فأجاب:
“كلا الأمرين غير موجودين حاليًا. نحن نرد وننتقم، لكن استهداف المدنيين ليس من عاداتنا إطلاقًا. لدينا قوة منضبطة ذات تقاليد وقواعد سلوك؛ لسنا جماعةً متشرذمة كطالبان، لا قواعد سلوك ولا دين ولا تقاليد.”
وانتقد آصف الحركة بشدة، مشككاً في إنجازاتها خلال عشرين عاماً، ومقللاً من شأن تهديداتهم، واعتبرها “مجرد كلام”. وأكد آصف أن “لن يكون هناك حماقة أكبر من الثقة بهم”.
كما أثار سؤال حول نية طالبان المعلنة للرد وفقاً للشريعة الإسلامية غضب الوزير، الذي تساءل: “هل هذه شريعةٌ من اختراعهم؟ ليست شريعة النبي صلى الله عليه وسلم”. ووصف آصف طالبان بأنهم:
“إنهم أعداء شعبهم الأفغاني؛ وكانوا بالفعل أعداء لباكستان، وأصبحوا الآن أعداء واضحين.”
فشل جهود الوساطة وتعليق التجارة
تدهورت العلاقات الثنائية بشكل كبير بسبب بقاء جماعة تحريك طالبان باكستان الإرهابية المحظورة نقطة الخلاف الرئيسية. وتطالب إسلام أباد كابول باتخاذ إجراءات لوقف الإرهاب عبر الحدود، وهو ما تنفيه الحركة الأفغانية.
فشل المحادثات: بعد جولات حوار بوساطة تركيا وقطر، أعلن آصف في 7 نوفمبر أن المحادثات التي تتناول الإرهاب عبر الحدود “انتهت” ودخلت مرحلة غير محددة بعد فشل المفاوضين في سد الخلافات الكبيرة.
تعليق التجارة: علّقت حركة طالبان الأفغانية علاقاتها التجارية مع إسلام أباد بعد فشل المحادثات، وكانت باكستان قد أغلقت حدودها التجارية بعد اشتباكات أكتوبر/تشرين الأول.
وختم آصف تصريحاته بالقول إنه يعتقد أن الوضع سوف يتصاعد في نهاية المطاف إلى مستوى يضطر فيه جيران المنطقة الراغبون في السلام إلى التدخل، معتقداً أن طالبان “تدمر بلادها في نهاية المطاف” وأن عزلتها الكاملة ستؤدي إلى الانهيار.










