حسم آيك أثينا اليوناني زيارته إلى فلورنسا بفوز مهم على فيورنتينا بهدف دون رد في الجولة الأولى من مرحلة الدوري بدوري المؤتمر الأوروبي، في ليلة تحوّل فيها ضغط أصحاب الأرض واستحواذهم إلى كابوس جديد يفاقم أزمتهم القارية هذا الموسم.
الفريق الإيطالي رأى هدفين يُلغيان بتدخل تقنية الفيديو، فيما اكتفى الضيوف بضربة واحدة ناجحة استغلوا خلالها خطأ في بناء الهجمة، ليخرجوا بثلاث نقاط ثمينة من ملعب أرتيميو فرانكي.
مجريات اللقاء: سيطرة إيطالية وفعالية يونانية
دخل فيورنتينا المباراة بتشكيل هجومي يقوده المخضرم إدين دجيكو، مع أيسلاند Gudmundsson خلفه، مدعوماً بخماسي في الوسط يتقدمهم رولاندو ماندراجورا ونيكولوسي كافيليا، في رسم خططي 3-5-2 يمنحه كثافة عددية في منتصف الملعب.
بالمقابل تمسّك آيك بأسلوب أكثر حذراً، مع الاعتماد على الانتشار المنظم والمرتدات السريعة عبر الصربي ميّات جاتسينوفيتش والمكسيكي أوربلين بينيدا على الأطراف.
فيورنتينا كان الطرف الأكثر استحواذاً منذ البداية، ونجح في ترجمة ضغطه إلى هدف قبل نهاية الشوط الأول سجله ألبرت غودموندسون، لكن فرحة الجماهير اصطدمت سريعاً بتدخل تقنية الفيديو التي كشفت عن تسلل على المدافع لوكا رانيري في لعبة الركلة الركنية، ليُلغى الهدف وتعود النتيجة إلى التعادل السلبي.
هذه اللقطة تحوّلت إلى نقطة مفصلية في اللقاء، حيث تراجعت معنويات أصحاب الأرض قليلاً، بينما شعر لاعبو آيك بأن المباراة ما زالت مفتوحة أمامهم لخطف شيء من فلورنسا.
هدف آيك ومنعطف المباراةعلى عكس مجريات اللعب، نجح آيك في توجيه الضربة الأولى عند الدقيقة الخامسة والثلاثين، بعد تمريرة خاطئة زائدة القوة من شير ندور ارتدت من دجيكو لتصل إلى ستافروس بيليوس على الجهة اليسرى.
بيليوس تبادل الكرة بذكاء مع بينيدا قبل أن يمرر عرضية منخفضة داخل المنطقة، وجدت جاتسينوفيتش في المكان المناسب ليودعها الشباك بإتقان، مانحاً الضيوف التقدم 1-0 وسط صدمة مدرجات أرتيميو فرانكي.
هذا الهدف كشف هشاشة فيورنتينا الدفاعية وتركيزه الذهني، حيث بدا أن الفريق لا يزال هشّاً عند فقدان الكرة في مناطق الوسط
ورغم محاولات الاستفاقة، أنهى فيولا الشوط الأول متأخراً، فيما ظهر آيك أكثر ثقة في تنظيم خطوطه وإغلاق المساحات أمام تحركات دجيكو وغودموندسون.
تغييرات فيورنتينا ورد فعل متأخر
مع مرور ساعة من اللعب، قرر المدرب باولو فانولي التدخل بقوة من على الخط، فأجرى تعديلات شملت الدفع بمويز كين لتنشيط الخط الأمامي ومحاولة استغلال الكرات العرضية والاختراقات من العمق.
غير أن الأداء ظل بعيداً عن المستوى المنتظر، واستمرت معاناة فيورنتينا في إنهاء الهجمات رغم الوصول المتكرر إلى الثلث الأخير من ملعب آيك.
كاد الفريق اليوناني أن يقتل المباراة بهدف ثانٍ عندما ارتدت تسديدة زيني من القائم الأيمن لمرمى ديفيد دي خيا، في إنذار واضح بأن أي اندفاع غير محسوب من فيورنتينا يمكن أن يتحول إلى ضربة قاضية.
بعد هذه الفرصة بدقائق قليلة، ردّ فيولا برأسية من دجيكو اصطدمت بدورها بالقائم، قبل أن يهدر ماندراجورا تسديدة فوق العارضة من وضعية مهيأة أمام منطقة الجزاء.
لعنة الـVAR وأزمة فيورنتينا
إلى جانب الهدف الملغى في الشوط الأول، شهدت المباراة إلغاء هدف ثانٍ لصالح فيورنتينا بداعي التسلل أيضاً، لتتكرس صورة فريق يهاجم كثيراً دون أن يكافأ على مجهوداته أمام خصم يعرف كيف يضرب في الوقت المناسب.
هذه القرارات زادت حالة التوتر داخل الملعب وبين الجماهير، التي بدأت صافراتها تعلو مع اقتراب صافرة النهاية، في إشارة إلى عدم الرضا عن نتائج الفريق الأوروبية.
الهزيمة على ملعبه جعلت رصيد فيورنتينا يتوقف عند 6 نقاط في منتصف جدول مرحلة الدوري، بينما قفز آيك إلى مركز مريح برصيد 4 نقاط، معززاً سلسلة لا هزيمة وصلت إلى ست مباريات متتالية في كل البطولات.
ومع أن الأرقام تظهر تفوقاً إحصائياً واضحاً لأصحاب الأرض في الاستحواذ والمحاولات، إلا أن الفعالية في الثلث الأخير والحسم أمام المرمى كانت في صالح الضيوف اليونانيين.
ماذا بعد لفيورنتينا وآيك؟
فنياً، تبدو خسارة فيورنتينا أمام آيك أكثر من مجرد تعثر في افتتاح مشوار مرحلة الدوري، إذ تأتي على خلفية سلسلة نتائج سلبية في الدوري المحلي جعلت الحديث يتسع عن “أزمة هوية” في الفريق البنفسجي.
الصحافة الإيطالية بدأت بالفعل في توجيه انتقادات لخيارات فانولي، سواء على مستوى التشكيل الأساسي أو التغييرات المتأخرة، مع تساؤلات عن قدرة هذا الجيل على استعادة صورة الفريق الذي بلغ نهائي البطولة القارية قبل أعوام قليلة.
على الجانب الآخر، يمثّل الفوز في فلورنسا دفعة معنوية ضخمة لآيك، الذي يواصل تقديم صورة الفريق المنظم القادر على إزعاج المنافسين الكبار خارج ملعبه.
ومع اقتراب الجولات المقبلة من مرحلة الدوري في دوري المؤتمر الأوروبي، يدخل النادي اليوناني بثقة أعلى وطموح واضح في انتزاع مقعد مؤهل إلى الأدوار الإقصائية، بينما يجد فيورنتينا نفسه مضطراً للرد سريعاً إذا أراد إنقاذ موسمه القاري قبل فوات الأوان










