يعيش الفنان أحمد السعدني واحدة من أكثر فترات مسيرته زخمًا على المستويين السينمائي والدرامي، مع نجاح فيلمه الجديد “ولنا في الخيال.. حب” في شباك التذاكر، واستمرار الحديث عن مسلسل “لام شمسية” الذي لفت الأنظار في رمضان 2025، بالتوازي مع إعلان مسلسله القادم “لا ترد ولا تستبدل” مع دينا الشربيني خارج سباق رمضان المقبل.
وبين اعترافه بحساسيته الشديدة تجاه الأعمال الرومانسية، وحديثه عن الفقد والجرح الإنساني في مؤتمراته الصحفية، يرسّخ السعدني صورة فنان يمزج بين التجربة الشخصية وخياراته الفنية على الشاشة.
سينما تبكي ودراما تُحاكم المجتمع… موسم استثنائي في مشوار أحمد السعدني
نجاح “ولنا في الخيال.. حب” وحديث الفقد
أحدث أعمال أحمد السعدني على شاشة السينما هو فيلم “ولنا في الخيال.. حب”، الذي عُرض مؤخرًا في دور العرض ونجح في تحقيق إيرادات لافتة خلال أيامه الأولى، مع إقبال واضح من جمهور يبحث عن عمل رومانسي إنساني بعيد عن القوالب التجارية المعتادة.
العمل قُدم في عرض خاص تبعته ندوة نقاشية حضرها أبطال الفيلم وصنّاعه، يتقدمهم السعدني ومايان السيد والمنتج صفي الدين محمود، تحت إدارة نقدية ركزت على مزج الرومانسية بسيرة الفقد وأثره في تشكيل الشخصيات.
السعدني لم يُخفِ تأثره بقصة الفيلم، مؤكدًا في أكثر من لقاء أنه بكى عند سماع الفكرة للمرة الأولى من المخرجة والمؤلفة سارة رزيق، وأنه وافق بشكل استثنائي وسريع على العمل في وقت معروف عنه فيه التردد قبل حسم قراراته الفنية.
وأشار إلى أن الفيلم يلامس تجارب فقد حقيقية مرّ بها هو وغيره، وهو ما يجعل وقعه عليه وعلى الجمهور مختلفًا عن الأعمال الرومانسية الخفيفة التقليدية.
تصريحات شخصية… رومانسية وقلق مهنيفي ظهور إعلامي حديث، وصف أحمد السعدني نفسه بأنه “رومانسي جدًّا بطبيعته”، حتى لو لم يكن يعيش قصة حب فعلية في حياته الخاصة، معتبرًا أن هذه الحالة الذهنية والوجدانية تنعكس في طريقته في اختيار الأعمال الرومانسية.
كما كشف عن معاناته من توتر شديد حين يُعرض عليه عمل جديد، قائلاً إن التردد وفرط الحركة يلازمانه في كواليس أي مشروع قبل أن يطمئن لقناعته الفنية.
هذه التصريحات تعطي انطباعًا عن فنان لا يتعامل مع العمل الفني كـ”وظيفة” فحسب، بل كمساحة تعبير شخصي تتداخل فيها حياته الخاصة مع الأدوار التي يجسدها.
وهو ما يبدو واضحًا في حديثه عن أن شخصيته في “ولنا في الخيال.. حب” تشبهه في الواقع إلى حد كبير، لا سيما في طريقة التعامل مع الفقد والذكريات.
“لام شمسية”… دراما اجتماعية تترك أثرًاعلى صعيد الدراما التلفزيونية، كان مسلسل “لام شمسية” أحد أبرز محطات أحمد السعدني في رمضان 2025، حيث شارك البطولة مع الفنانة أمينة خليل ضمن عمل اجتماعي يناقش قضية حساسة تتعلق بالتعدي على الأطفال في إطار توعوي.
المسلسل من تأليف مريم نعوم وإخراج كريم الشناوي، وضم نخبة من النجوم من بينهم يسرا اللوزي ومحمد شاهين وثناء جبيل وآخرون، مع إشادة نقدية بأداء طاقم العمل وفي القلب منه السعدني.
التقارير الفنية اعتبرت أن أداء أحمد السعدني في “لام شمسية” كان من بين الأدوار التي أضافت إلى رصيده، خاصة أنه جمع بين حس الأب المسؤول وصراع الرجل الممزق بين ما يراه من انتهاكات وما يفرضه عليه الواقع الاجتماعي.
هذه التركيبة الإنسانية المعقدة رسخت تواجده في منطقة الأدوار المركبة، بدلاً من حصره في خانة الكوميديا أو الرومانسية وحدهما كما كان يحدث في بداياته.
“لا ترد ولا تستبدل”… خطوة مختلفة خارج رمضانآخر ما شغل الشارع الفني هو إعلان مسلسل جديد بعنوان “لا ترد ولا تستبدل” (La Tarad Wala Testabel)، يجمع أحمد السعدني من جديد مع النجمة دينا الشربيني في إطار درامي معاصر، بعد تعاونات سابقة بينهما.
العمل من المقرر عرضه خارج السباق الرمضاني، في خطوة يراها البعض محاولة لكسر احتكار الموسم الدرامي الأكبر والوصول للجمهور على مدار العام.
السعدني أكد في تصريحات صحفية أنه لن يشارك في دراما رمضان 2026، مفضلاً التركيز على هذا المشروع الجديد إلى جانب السينما، وهو قرار يعكس رغبة في انتقاء عدد أقل من الأعمال مع مراعاة الجودة والتفرغ.
كما أشار إلى أن قصة “لا ترد ولا تستبدل” تلامس قضايا العلاقات الحديثة وضغوط السوشيال ميديا، ما يضعه في منطقة مختلفة عن كلاسيكيات المسلسلات العائلية التي عرفه بها الجمهور.
دعم زملاء الوسط وملامح المرحلة الجديدة
قبل طرح فيلم “ولنا في الخيال.. حب”، حظي أحمد السعدني برسالة دعم خاصة من المخرج محمد سامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هنأه فيها بالعمل وتمنى له النجاح، وهو ما رد عليه السعدني بامتنان وأعاد نشره، في مشهد يعكس شبكة علاقاته الجيدة داخل الوسط الفني.
هذه الإشارات المتبادلة بين النجوم غالبًا ما تسهم في رفع زخم الدعاية للأعمال، لكنها في حالة السعدني تعكس أيضاً تقديراً من زملائه لاختياراته الأخيرة.
مع هذه المشاريع المتزامنة في السينما والتلفزيون، ومع صورة شخصية أكثر وضوحًا في عيون الجمهور، يمكن القول إن أحمد السعدني يقف اليوم عند عتبة مرحلة جديدة في مسيرته، عنوانها الرهان على الدراما الإنسانية والرومانسية الثقيلة بدلاً من الأدوار الخفيفة العابرة.
وبين “ولنا في الخيال.. حب” و”لام شمسية” و”لا ترد ولا تستبدل”، يبدو أن الجمهور أمام فصل متواصل من “حكايات السعدني” داخل وخارج الشاشة، في انتظار ما ستكشف عنه السنوات المقبلة من تطور في اختياراته وأدواره.










