أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح اليوم السبت، إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها بشكل كامل، في خطوة مفاجئة أثارت توترا دبلوماسيا واسعا وفتحت الباب أمام احتمالات تصعيد جديدة بين واشنطن وكاراكاس.
وجاء الإعلان غير المسبوق عبر منشور مقتضب على منصته “تروث سوشيال” (Truth Social)، استهدف فيه الرئيس السابق بلهجة حاسمة شركات الطيران وتجار المخدرات على حد سواء، ليضع الجميع أمام أمر واقع.
رسالة “تروث سوشيال” التي هزت الأجواء
كتب ترامب في منشوره الذي حصد خلال ساعات أكثر من 20 ألف إعجاب ونحو نصف مليون مشاهدة:
“إلى جميع شركات الطيران والطيارين وتجار المخدرات والمتاجرين بالبشر… يرجى مراعاة إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها بالكامل.”
دفع هذا المنشور المباشر شركات الطيران العالمية والدوائر الدبلوماسية للتحرك الفوري، حيث سارع عدد كبير من الشركات إلى مراجعة مسارات رحلاتها.
إعادة توجيه الرحلات وتحذيرات طيران فورية
على الفور، أعلنت شركات طيران أمريكية وأمريكية جنوبية رئيسية – من بينها أميريكان إيرلاينز ودلتا ولاتام – إعادة توجيه رحلاتها بعيدا عن الأجواء الفنزويلية، في انتظار نشر إشعارات رسمية للطيارين (NOTAMs) من إدارة الطيران الفيدرالية (FAA).
وتشير مصادر طيران أمريكية مطلعة إلى احتمال فرض منطقة حظر طيران واسعة، قد تمتد حتى 200 ميل بحري حول الحدود الجوية لفنزويلا، وذلك لتشديد الخناق وفرض الإغلاق بشكل كامل خلال الساعات المقبلة.
واشنطن تشدد خطابها ضد “شبكات الجريمة”
يتزامن القرار مع تصاعد الخطاب الأمريكي الرسمي حول مسؤولية فنزويلا في دعم شبكات الاتجار بالمخدرات والبشر في منطقة الكاريبي. وتأتي هذه الخطوة امتدادا لسلسلة عقوبات وإجراءات مشددة اتخذتها إدارة ترامب سابقا ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو.
وفي هذا السياق، صرحت مصادر أمنية أمريكية بأن القيادة الجنوبية (SOUTHCOM) عززت مراقبتها الجوية في المنطقة، مع ورود تقارير عن زيادة في دوريات الطائرات المسيرة والمقاتلات التابعة للولايات المتحدة لفرض الإغلاق الجوي الجديد.
رد فعل فنزويلي غاضب وشكوى دولية
قوبل القرار الأمريكي برد فعل غاضب ومندد من حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وصفت وزارة الخارجية الفنزويلية الخطوة بأنها “عمل عدائي وانتهاك صريح لقوانين الطيران الدولي”. وأعلنت الوزارة أنها ستقدم شكوى رسمية أمام مجلس الأمن الدولي، متهمة واشنطن بـ”تهديد السلم الإقليمي واستخدام إجراءات أحادية تخالف ميثاق الأمم المتحدة”.










