“سلاح المياه”.. إسرائيل تستغل أزمة الأردن ومصر وإيران لتحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية هائلة
ذكرت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية أن تفاقم أزمة ندرة المياه في الشرق الأوسط، ولا سيما في الأردن ومصر وإيران، يفتح أمام إسرائيل «فرصًا استراتيجية واقتصادية غير مسبوقة»، خصوصًا لشركات الطاقة والتحلية الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن حدة الجفاف في المنطقة تُعيد رسم موازين القوة الإقليمية لصالح إسرائيل، عبر تعزيز مكانتها كمزوّد تكنولوجي وبنية تحتية لا غنى عنه للدول المحيطة.
الأردن: استنزاف خطير للمياه الجوفية
ووتقول غلوباس إن الأردن يسجّل عجزًا سنويًا يفوق 600 مليون متر مكعب، مع إنهاك تسعة من أصل 12 خزانًا جوفيًا رئيسيًا، وتراجع تدفق نهر الأردن بنسبة 90% مقارنة بسبعينيات القرن الماضي.
ووفق غلوباس، باتت المياه تصل إلى المدن الأردنية مرة واحدة أسبوعيًا فقط، فيما تلعب إسرائيل دورًا متزايدًا في تلبية جزء من احتياجات الأردن المائية، إذ تضاعفت إمداداتها من المياه بعد اتفاق 2021، فضلًا عن مشروع “بروسبيريتي بلو” الإماراتي الذي سيضخ 200 مليون متر مكعب من المياه المحلّاة من إسرائيل للأردن.
مصر: أزمة تتفاقم مع سد النهضة وارتفاع الطلب
وفيما يتعلق بمصر، قالت غلوبس إن البلاد تواجه أزمة «وجودية» بفعل تراجع حصتها من نهر النيل إلى نحو 55 مليار متر مكعب، أي نصف احتياجاتها تقريبًا.
ورغم خطط القاهرة لبناء عشرات محطات التحلية، إلا أن التوسع بطيء بسبب تكلفة الطاقة العالية المطلوبة لتشغيل هذه المنشآت، ما يدفع مصر إلى زيادة وارداتها من الغاز الإسرائيلي بمليارات الشواكل سنويًا.
إيران: أزمة وجودية تهدد العاصمة
وبحسب غلوبس، وصلت أزمة المياه في إيران إلى مستوى «كارثي»، حيث تشهد أحياء في طهران انقطاعًا شبه كامل للمياه، فيما تُجبر المستشفيات على تقنين استخدامها. وأشارت الصحيفة إلى أن ثلاثة سدود رئيسية حول العاصمة انخفضت قدرتها التخزينية إلى أقل من 10% دون توقعات بهطول أمطار خلال الأسبوعين المقبلين، وسط تحذيرات رسمية من احتمال إخلاء العاصمة التي يسكنها 10 ملايين.
وترى غلوبس أن الجفاف ناتج عن فشل هيكلي في إدارة الموارد، واستنزاف خطير للأحواض الجوفية، إضافة إلى تدهور البنية التحتية والاعتماد المفرط على الزراعة، ما يجعل الندرة «تهديدًا للبقاء البشري نفسه».
كما اعتبرت الصحيفة أن استمرار الأزمة قد يؤثر على استقرار النظام الإيراني، المتضرر أصلًا من العقوبات وانهيار الاقتصاد.
فرص اقتصادية هائلة لشركات إسرائيلية
وترى الصحيفة أن هذه المعطيات ترسم ملامح مشهد اقتصادي جديد تستفيد منه شركات الغاز والبنية التحتية الإسرائيلية، وفي مقدمتها نيو مِد إنرجي المشغّلة لحقل “ليفياثان”، مع توقعات بزيادة صادرات الغاز لدعم محطات التحلية في مصر والأردن.
وOPC للكهرباء: المستفيدة من الطلب على الطاقة لمحطات التحلية، وعميعاد (Amiad): المتخصصة في أنظمة تنقية المياه، والمرشحة لتحقيق نمو كبير.
وكذلك ARD الرائدة في تقليل هدر المياه وقياس الاستهلاك، ما يجعلها مهمة في أسواق مثل الأردن، وشركات بنية تحتية كبرى مثل أشتروم وإلكترا، المتوقع حصولها على عقود خطوط أنابيب ومحطات ضخ.
تأثيرات مالية على الاقتصاد الإسرائيلي
وخلصت غلوبس إلى أن اعتماد دول الجوار على إسرائيل في المياه والطاقة قد ينعكس على الاقتصاد الإسرائيلي عبر تراجع عوائد السندات الحكومية، تحسين التصنيف الائتماني، نمو الناتج المحلي، ارتفاع سوق الأسهم
وقالت الصحيفة إن «خريطة القوة في الشرق الأوسط تتغير — ليس بسبب الصواريخ أو الطائرات، بل بسبب الماء










