في تطور عسكري وميداني يعد خارطة لتشكيل اليمن، سيطرت القوات المسلحة الجنوبية صباح اليوم على مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون بوادي حضرموت. وصف مراقبون هذا التطور بأنه الأكبر منذ انطلاق العملية الواسعة لتحرير الوادي من نفوذ القوات اليمنية الموالية للمنطقة الأولى.
تفاصيل السيطرة والإنجازات الميدانية
أكدت مصادر ميدانية أن القوات الجنوبية دخلت مقر القيادة بعد انهيار خطوط الدفاع وسقوط النقاط العسكرية المحيطة تباعاً، وسط انسحاب وفرار عناصر المنطقة الأولى. وبدأت وحدات هندسية وعسكرية عمليات تمشيط وتأمين داخل المقر ومحيطه.
ويمثل سقوط قيادة المنطقة العسكرية الأولى حدثاً مفصلياً أنهى عقوداً من الهيمنة العسكرية القادمة من خارج الجنوب. ولطالما شكا أبناء حضرموت من القوات السابقة، متهمين إياها بالتواطؤ مع الجماعات الإرهابية وإدارة منابع التهريب في الوادي.
وخلال التقدم، تمكنت القوات الجنوبية من اغتنام آليات عسكرية وعتاد ثقيل وخفيف، بالإضافة إلى كميات من الذخائر المخزنة داخل المقر، ما يعزز قدراتها على مواصلة العمليات لاستكمال التحرير في بقية مناطق الوادي والصحراء.
واستقبل سكان سيئون التطور بترحيب واسع، معتبرين أن اليوم يمثل حدثاً تاريخياً طال انتظاره، وأن الوادي يستعيد الآن قراره بأيدي أهله ضمن مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار.
وبالسيطرة على مقر القيادة، تقترب القوات الجنوبية من إكمال بسط نفوذها على كامل وادي حضرموت، مع استمرار التقدم لتأمين المواقع المتبقية، ضمن عملية عسكرية حاسمة تعيد للوادي هويته الجنوبية وتنهي وجود المنطقة الأولى الذي استمر لعقود طويلة.
“نقطة تحول استراتيجية”
قال الشيخ لحمر بن لسود، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة، إن الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية في سيئون وتحرير معسكرات المنطقة العسكرية الأولى ومطار سيئون وقاعدة عارين في شبوة، تمثل “نقطة تحول استراتيجية” جرى التحضير لها منذ سنوات.
وأشاد بن لسود بجهود القيادة السياسية للمجلس الانتقالي، مؤكداً أن إدارتها للعملية العسكرية “تمت بأقل الخسائر وباحترافية عالية”. وأضاف أن معركة تحرير وادي حضرموت “انتظرها أبناء الوادي طويلاً”، مشيراً إلى ما تعرضوا له من “انتهاكات فادحة منذ صيف 1994”.










