بين حب الزمالك وحلم أوروبا.. هل يتحول التجميد في مفاوضات التجديد إلى بوابة هروب لحسام عبدالمجيد؟
ملف حسام عبدالمجيد تحوّل في الساعات الأخيرة من مجرد حديث عن عروض احتراف وتجديد عقد، إلى أزمة مكتملة الأركان داخل نادي الزمالك بين اتهامات بالتلاعب في مدة العقد، وردود حاسمة من اللاعب ووكيله تؤكد الالتزام بالنادي حتى 2027 ورفض استغلال الأزمة المالية.
وبين رغبة اللاعب في تحقيق حلم الاحتراف الخارجي، وتمسك قطاع كبير داخل الزمالك ببقائه حتى بعد كأس الأمم الأفريقية المقبلة، بات مستقبل مدافع المنتخب على طاولة ساخنة تتقاطع فيها الحسابات الفنية والمالية والجماهيرية.
عقد ممتد.. وأزمة معلنة
المتاح حتى الآن من معلومات مؤكدة يشير إلى أن حسام عبدالمجيد يرتبط بعقد ممتد مع الزمالك حتى صيف 2027 بحسب ما تؤكده الإدارة ووكيل اللاعب، بما يمنح النادي قوة تفاوضية في أي سيناريو بيع أو احتراف.
في المقابل، ظهرت تقارير منسوبة لمصادر مقربة من اللاعب تتحدث عن أن العقد الأصلي ينتهي في موسم 2025-2026، وأن هناك تعديلاً أثار جدلاً حول إضافة موسم خامس دون وضوح كامل للرواية.
هذا التضارب فتح الباب أمام حديث إعلامي مكثف عن “تلاعب” في التعاقد، قبل أن يخرج شقيق ووكيل حسام عبر الفضائيات لينفي تمامًا أي تلاعب، مؤكدًا أن العقد سليم، وممتد لخمس سنوات كاملة، وأن من يملك دليلًا عكس ذلك عليه إظهاره للرأي العام.
حسام نفسه عبّر في تصريحات منسوبة له عن استيائه مما وصفه بـ“حملات فبركة” تستهدف إثارة الجدل حول مستقبله، مؤكدًا أن علاقته بالزمالك قوية وواضحة.
تجديد متعثر وشروط متبادلة
على مستوى التجديد وتحسين العقد، تشهد المفاوضات حالة من الجمود الواضح؛ فالنادي يواجه أزمة قيد بسبب مستحقات فرجاني ساسي، ويضع أولوية لحل الملف قبل التحرك في عقود بعض اللاعبين، وبينهم عبدالمجيد
اللاعب، بحسب مصادر مقربة، رحّب مبدئيًا بالتجديد شريطة تضمين بند يسمح له بالاحتراف الأوروبي في توقيت متفق عليه، مع طلب تقدير مالي يقترب من 20
مليون جنيه سنويًا أسوة بعناصر الصف الأول في الفريق.
مستقبلًا، منها الحصول على مقابل لا يقل عن 2.5 مليون دولار إذا عاد اللاعب مستقبلاً للعب في مصر بعد تجربة احتراف خارجي، في محاولة لتحويله إلى أصل استثماري طويل المدى. هذا الشد والجذب جعل الملف يتأجل عمليًا إلى ما بعد أمم أفريقيا، وهو ما يراه مقربون من حسام مخاطرة قد تدفعه لإعادة النظر في موقفه إذا استمر التجاهل الإداري.
عروض خارجية وورقة الإنقاذ المالي
إعلاميًا، يجري الحديث عن وجود اهتمام من أندية قطرية وأخرى برتغالية بالمستوى الذي يقدمه حسام عبدالمجيد، مع توقعات بوصول عروض رسمية بعد ظهوره مع منتخب مصر في بطولة أفريقيا المقبلة بالمغرب.
بعض التقارير تشير إلى أن الزمالك لا يمانع بيع اللاعب إذا وصل عرض قوي يتناسب مع قيمته، ضمن خطة أوسع لإعادة هيكلة الفريق وحل جزء من الأزمة المالية الطاحنة.
لكن على الطرف الآخر، خرج وكيله ليؤكد أنه لم يصل أي عرض رسمي حتى الآن، مشددًا على أن حسام رفض سابقًا عرضين من المكسيك والبرتغال احترامًا لرغبة النادي، وأنه لن يستغل ظروف الزمالك للضغط أو الهروب.
هذا الموقف يعزز صورة اللاعب لدى الجمهور كابن للنادي، لكنه في الوقت نفسه يضع الإدارة أمام اختبار حقيقي: إما التقدير المالي والمعنوي، أو المغامرة بخسارة مدافع دولي في سن مبكرة.
بين المنتخب والزمالك.. قيمة تتصاعد
استدعاء حسام عبدالمجيد لمنتخب مصر للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية المقبلة يرفع من قيمته الفنية والتسويقية، وهو ما يدركه مسئولو الزمالك الذين يفضلون الإبقاء عليه حتى ما بعد البطولة لرفع سقف العروض المحتملة.
مصادر داخل النادي أوضحت أن القرار الأقرب هو عدم المساس بالمدافع في يناير، والاكتفاء بفتح الباب أمام رحيل لاعبين آخرين أقل تأثيرًا ضمن خطة إعادة تشكيل القائمة.
في ظل إشادة أجهزة فنية عربية وأوروبية بمستواه خلال مشاركاته الأفريقية مع الزمالك، تبدو فرصة عبدالمجيد في الحصول على عرض أوروبي جاد بعد البطولة كبيرة، ما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة لمستقبله الكروي
وهنا يتقاطع حلم الاحتراف مع رغبة الجماهير في الإبقاء على أحد أعمدة الدفاع، ورغبة الإدارة في تحقيق أقصى استفادة مالية ممكنة إذا اضطرت لبيعه.
لاعب تحت ضغط الشائعاتوسط كل هذه التفاصيل الفنية والعقودية، يجد حسام نفسه تحت ضغط إعلامي وجماهيري كبير؛ فكل خبر عن أزمة مالية في الزمالك يعاد ربطه فورًا بملف رحيله المحتمل، وكل تصريح لوكيله يُقرأ على أنه تمهيد لخطوة قادمة.
شقيقه ووكيل أعماله شدد في أكثر من مناسبة على أن اللاعب جدّد عقده سابقًا “على بياض” أكثر من مرة، دون استغلال للأزمات، وهو ما يقدم صورة مضادة تمامًا للسردية التي تصوّر اللاعبين كأول المستفيدين من أزمات الأندية.
وبين خطاب “ابن النادي” وواقعية “حلم الاحتراف”، يبدو أن اسم حسام عبدالمجيد سيظل حاضرًا في عناوين الميركاتو وملفات العقود خلال الفترة المقبلة، إلى أن يخرج قرار حاسم من إدارة الزمالك يحدد: هل هو ركيزة مشروع دفاعي جديد، أم صفقة ذهبية تُباع في التوقيت الأعلى لسعرها؟










