قدم هوغو “إل بولو” كارفاخال، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية في فنزويلا وأحد أبرز المنشقين عن نظام تشافيز، بيانا مكتوبا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف فيه عن تفاصيل قال إنها تظهر كيفية عمل الشبكات الإجرامية المرتبطة بنظام نيكولاس مادورو في الداخل والخارج، وخصوصا ضد الولايات المتحدة.
الوثيقة، التي نشرت محتوياتها عبر دالاس إكسبريس، تعد من أكثر الشهادات شمولا الصادرة عن مسؤول رفيع سابق داخل النظام التشافيزي بشأن ما يعرف بـ”كارتل الشمس”.
وتشمل ادعاءات حول تهريب المخدرات، وتعاون استخباراتي مع دول معادية لواشنطن، إضافة إلى استخدام شبكات الجريمة المنظمة كأدوات نفوذ داخلية وخارجية.
كارفاخال، الذي سلم من إسبانيا إلى الولايات المتحدة عام 2022 وأدين بتهم تتعلق بالتآمر على تهريب المخدرات والإرهاب، قال إن هدفه اليوم هو “التكفير” والتعاون الكامل مع السلطات الفيدرالية. وأكد استعداده لتقديم كل المعلومات الممكنة عن العمليات التي يزعم أن النظام الفنزويلي استخدمها للحفاظ على السلطة.
ولم تتحقق هذه الادعاءات من مصادر مستقلة.
استخدام الكوكايين “كسلاح ضد الولايات المتحدة”
وفي بيانه، وصف كارفاخال الدولة الفنزويلية بأنها “منظمة إرهابية مخدرات”، موضحا أن النظام استخدم تجارة الكوكايين ضمن استراتيجية موجهة ضد الولايات المتحدة، بالتعاون — حسب زعمه — مع كوبا وفصائل مسلحة كولومبية وحزب الله.
ويدعي أن طنـي المخدرات نقلت نحو المدن الأمريكية عبر طرق جرى وضعها بالتنسيق مع أجهزة استخبارات أجنبية، من بينها الكوبية والروسية.
تجسس وتعاون استخباراتي عالمي
قال كارفاخال إن هناك اتفاقيات عملياتية بين كاراكاس وكل من موسكو وهافانا وبكين، مشيرا إلى أن عملاء روسا اقترحوا ضرب البنية التحتية الرقمية الأمريكية عبر استهداف الكابلات البحرية، فيما يزعم أن المخابرات الكوبية أدارت شبكات تجسس داخل منشآت عسكرية أمريكية.
وأضاف: “على مدى عشرين عاما، أرسل النظام الفنزويلي جواسيس إلى بلدكم، بعضهم متنكر كمعارضين”، مدعيا أن بعض هؤلاء أصبحوا لاحقا “سياسيين محترفين”.
هذه الادعاءات لم يتم التأكد من صحتها كذلك.
عصابة “قطار أراغوا” وتصدير الجريمة المنظمة
أشار كارفاخال إلى أن النظام استخدم عصابات إجرامية مثل “قطار أراغوا” لتعزيز السيطرة الداخلية، قبل أن يشجع أفرادها — وفق قوله — على الانتشار في دول أخرى، بينها الولايات المتحدة، حيث تعمل على تنفيذ أنشطة إجرامية لتمويل عمليات خارجية.
سمارت ماتيك والعمليات الانتخابية
كما خصص جزءا من رسالته للحديث عن شركة “سمارت ماتيك” المتخصصة في التكنولوجيا الانتخابية، قائلا إن النظام الفنزويلي صمم المنظومة الانتخابية لتكون “قابلة للتلاعب” داخل فنزويلا قبل تصديرها إلى الخارج.
وأضاف أن التكنولوجيا نقلت لاحقا إلى دول أخرى “بما في ذلك الولايات المتحدة”، دون أن يصرح بأن انتخابات معينة جرت بالفعل عمليات تلاعب بها.
كما لم تثبت أي جهة مستقلة وجود مثل هذا التدخل.
الوثيقة تأتي وسط تشديد الضغط الأمريكي على كاراكاس
تزامنت هذه الشهادة مع تصاعد إجراءات إدارة ترامب ضد شبكات تهريب المخدرات المرتبطة بنظام مادورو. وكان الرئيس الأمريكي قد لمح مؤخرا إلى احتمال اتخاذ “خطوات إضافية” داخل فنزويلا، مؤكدا اعتقاده بأن مادورو “سيتنحى”.
وفي ختام رسالته، قال كارفاخال إن النظام الفنزويلي “في حالة حرب” مع الولايات المتحدة، ويستخدم — حسب تعبيره — “المخدرات والعصابات والتجسس وحتى العمليات الديمقراطية كأسلحة”.










