الكرملين: نجاحات الجيش الروسي على الأرض تعزز موقف موسكو في محادثات السلام مع أوكرانيا، في ظل استمرار الخلافات حول الأراضي ومشاركة كييف في الناتو، واستمرار الجهود الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية للتوصل إلى تسوية.
أعلن الكرملين يوم الأربعاء أن النجاحات الأخيرة للجيش الروسي على جبهات القتال في أوكرانيا عززت موقف موسكو في المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب، في وقت تستعد فيه كل من روسيا وكييف لجولات تفاوض جديدة برعاية الولايات المتحدة. تصريحات الكرملين جاءت بعد مفاوضات استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح بين مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون الإعلان عن أي اختراق بشأن التوصل إلى تسوية سلمية.
أوضح الكرملين أن الطرفين لم يتمكنا من التوصل إلى “حل وسط” بشأن القضايا الأساسية المتعلقة بالأراضي، فيما اعتبرت موسكو أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو يظل “مسألة محورية” في المفاوضات. وأشار المسؤولون الروس إلى أن بعض أجزاء خطة الولايات المتحدة لإنهاء النزاع وُصفت بأنها “غير مقبولة”.
وشهدت جبهات شرق أوكرانيا تقدم القوات الروسية بشكل ملموس خلال الشهر الماضي، وقال بوتين مؤخرًا إن موسكو مستعدة لمواصلة القتال للسيطرة على الأراضي التي تدعيها إذا لم تستسلم كييف. وقال يوري أوشاكوف، مساعد الكرملين الذي شارك في المحادثات، إن “نجاحات الجيش الروسي على الأرض أثرت على تقييم شركائنا الأجانب لمسارات التسوية المحتملة وجعلتها أكثر واقعية”.
رغم التصعيد العسكري، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا لا تزال ملتزمة بالمسار الدبلوماسي، مشيرًا إلى استعداد موسكو لمواصلة الاجتماعات حتى التوصل إلى تسوية سلمية.
في الوقت نفسه، تعهد حلف شمال الأطلسي بشراء مئات الملايين من الدولارات من الأسلحة الأمريكية لدعم كييف، بينما شدد الأمين العام للحلف مارك روتي على أهمية أن تكون أوكرانيا “في أقوى وضع ممكن لاستمرار القتال”.
على الأرض، أعلنت روسيا السيطرة على معقل بوكروفسك الاستراتيجي، لكن الجيش الأوكراني أشار إلى استمرار القتال في المدينة، مؤكدًا أن القوات الروسية لا تزال عالقة في قتال حضري ولا تستطيع السيطرة على المدينة بالكامل بالأسلحة المتاحة، فيما أظهرت خرائط أوكرانية أن معظم المدينة تحت سيطرة القوات الروسية.
وفي الوقت نفسه، أعربت الدول الأوروبية عن قلقها من احتمال التوصل إلى اتفاقات بين واشنطن وموسكو دون إشراكها، وسعت خلال الأسابيع الماضية لتعديل خطة الولايات المتحدة بما لا يفرض على كييف الاستسلام.










