في تطور أمني خطير يعكس تصعيدا داخليا في جنوب قطاع غزة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الخميس بمقتل ياسر أبو شباب، زعيم الميليشيا المسلحة المعروفة باسم “القوات الشعبية” أو “قوة أبو شباب”، التي كانت تعمل بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح.
ووقع الحدث داخل المدينة وسط تضارب في الروايات الإسرائيلية حول الجهة المسؤولة، لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي وصفته بـ “تطور سيئ لإسرائيل”، مما أثار مخاوف من انهيار هذه التشكيلات “المحلية” التي كانت تهدف إلى العمل كبديل لمواجهة حركة حماس.
كمين محكم أم اشتباك داخلي؟
تضاربت الروايات الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية حول كيفية مقتل أبو شباب:
رواية القسام: أكدت القناة 14 الإسرائيلية أن مقتل أبو شباب وقع على يد “عناصر من حماس” في جنوب غزة، مشيرة إلى أنه وقع في كمين نفذته كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس)، حيث أصيب هو ونائبه غسان الدهيني، الذي أصيب بجروح خطيرة. كما أشارت تقارير إلى غنم حماس أسلحة ومركبات إسرائيلية الصنع من الميليشيا.
رواية الجيش: ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه أصيب خلال اشتباك مع أحد رجاله داخليا، ثم نقل إلى مستشفى في جنوب إسرائيل حيث توفي متأثرا بإصاباته.
وكانت ميليشيا أبو شباب تدار كـ “قوة خاصة” لتأمين المساعدات الإنسانية وتنفيذ عمليات “تطهير” ضد مسلحي حماس شرق رفح، بالتعاون مع “مجلس السلام الدولي”.
“فشل صاخب لمشروع البديل عن حماس”
ياسر أبو شباب، الذي ينتمي إلى قبيلة الترابين، كان معتقلا قبل 7 أكتوبر 2023 بتهم جنائية، وأطلق سراحه بعد القصف الإسرائيلي لمقرات الأمن الفلسطينية. برز لاحقا كقائد ميليشيا مدعومة إسرائيليا بالأسلحة والغطاء، لمعارضته الشرسة لحماس، لكنه وصف بـ “العميل” في تقارير فلسطينية.
أثار مقتله تفاعلا واسعا في الإعلام العبري، حيث وصفته القناة 12 بأنه “فشل صاخب لمشروع البديل عن حماس”، مشيرة إلى أن هذه التشكيلات سقطت سريعا رغم التدريب والدعم الإسرائيلي. كما طالبت القناة 13 بتحقيق فوري في كيفية تجاوز “الخط الأصفر” من قبل حماس واختراقها لتلك التشكيلات.
يرى مقتل أبو شباب كضربة موجعة لاستراتيجية إسرائيل في غزة، ويعزز نفوذ حماس في الجنوب، وسط مخاوف من انهيار كامل لهذه الميليشيات المحلية التي كانت جزءا من “القوات الشعبية” التي قاتلت إلى جانب الجيش الإسرائيلي.










