شهدت الحدود اللبنانية-الإسرائيلية جولة جديدة من التصعيد العسكري اليوم الخميس، حيث أفادت مصادر لبنانية وتقارير ميدانية بشن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثفة استهدفت بلدتي محرونة وجباع في محافظة النبطية بجنوب لبنان.
الغارات وقعت دون إنذار مسبق، مستهدفة مواقع يزعم أنها تابعة لحزب الله، مما أثار أعمدة دخان كثيفة وصرخات استغاثة من السكان، وزاد المخاوف من انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في ديسمبر 2024.
أهداف عسكرية وأضرار مدنية
بدأت الغارات حوالي الساعة 15:00 بتوقيت بيروت، واستخدمت فيها طائرات أباتشي وصواريخ دقيقة لاستهداف منشآت في محرونة وجباع.
و أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الهدف كان “بنى تحتية عسكرية لحزب الله”، بما في ذلك مخازن أسلحة ومواقع إطلاق صواريخ، ووصفتها بأنها “رد وقائي” على محاولات الحزب لإعادة بناء قدراته العسكرية بعد الاتفاق.
وأشارت تقارير أولية من الدفاع المدني اللبناني إلى وقوع إصابات طفيفة بين المدنيين وأضرار مادية كبيرة في المنازل والمزارع المجاورة. وقد انتشرت فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر انفجارات عنيفة ودخانا أسودا يغطي السماء.
وتميزت هذه الغارات بعدم إصدار الجيش الإسرائيلي تحذيرات إخلاء مسبقة، وهو ما أثار انتقادات لبنانية حادة باعتباره “انتهاكا صارخا لقرارات الأمم المتحدة” وخرقا واضحا لاتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ قبل نحو عام.
يأتي هذا الهجوم في سياق انتهاكات متكررة للاتفاق الذي يطالب بنزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني. وقبل ساعات قليلة من الغارات، كان حزب الله قد أرسل رسالة مفتوحة للحكومة اللبنانية يؤكد فيها التزامه بالهدنة مع الاحتفاظ بـ “حق المقاومة”.
في المقابل، ردت إسرائيل بتشديد تحذيراتها، معتبرة أن “أي محاولة لإعادة بناء القدرات ستقابل بقوة”.
ويعزز هذا التصعيد التوترات في المنطقة، خاصة مع اقتراب الذكرى الأولى للهدنة، وينذر بخطر العودة إلى حرب شاملة بعد مقتل أكثر من 270 شخصا في غارات إسرائيلية خلال الشهر الماضي وحده.










