في جريمة بشعة تضاف إلى سجل الفظائع في الحرب السودانية، أفادت مصادر طبية ومحلية يوم الخميس 4 ديسمبر 2025، بمقتل ما لا يقل عن 9 مدنيين، بينهم 4 أطفال وامرأتان، وإصابة 7 آخرين، جراء قصف شنته طائرة مسيرة انتحارية على روضة أطفال ومستشفى في بلدة كلوقي (كالوقي) بولاية جنوب كردفان.
وصف الهجوم بأنه “استهداف متعمد للمدنيين”، مما أثار إنذارات أممية من موجة فظائع جديدة في الإقليم، وسط تصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتحالفة مع الحركة الشعبية – شمال.
استهداف المرافق المدنية بصواريخ دقيقة
وقع القصف صباح اليوم، حيث أطلقت الطائرة المسيرة ثلاثة صواريخ دقيقة على الروضة والمستشفى، مما أدى إلى سقوط الضحايا الفوري وسط صرخات الأطفال والمرضى.
وأكدت شبكة أطباء السودان في بيانها أن “الاستهداف كان متعمدا للمرافق المدنية”، مشيرة إلى أن الإصابات تشمل جروحا خطيرة بين الأطفال والمرضى. وتواجه فرق الإغاثة صعوبة في نقل الجرحى بسبب الحصار الخانق المفروض على المنطقة.
بينما تبادلت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية اتهامات المسؤولية مع الجيش السوداني، أشارت تقارير ميدانية إلى أن الطائرة المستخدمة كانت من طراز “شهيد” إيراني الصنع، وهو النوع الذي يستخدم من قبل قوات الدعم السريع بانتمرار في قصف المدنيين.
سياق التصعيد والأزمة الإنسانية
يأتي هذا الهجوم في أعقاب عملية عسكرية أطلقها الجيش السوداني الأسبوع الماضي في محليات العباسية وأبو كرشولا وهبيلا. وردت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية بهجمات مضادة مكثفة، شملت قصفا مدنيا طال كادقلي والدلنج، مستخدمة المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة لاستهداف مراكز الإيواء والمستشفيات.
وقد أدى التصعيد إلى نزوح آلاف السكان، حيث وثقت الأمم المتحدة مقتل مئات المدنيين في إقليم كردفان في الأسابيع الأخيرة، مما يزيد من تعميق الأزمة الإنسانية في المنطقة.










