“قرعة مونديال 2026.. هل تُمنح الهدايا على الهواء لمستضيفي البطولة؟
قرعة كأس العالم 2026 تتحول إلى حدث كروي وسياسي ضخم قبل إجرائها بساعات، مع حسم تصنيف المنتخبات في المستويات الأربعة واستعداد 48 منتخبًا لمعرفة مصيرها في مجموعات البطولة لأول مرة بثلاث دول مستضيفة هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ورغم أن سحب القرعة النهائية لم يجر بعد، فإن توزيع المنتخبات على المستويات، وطبيعة النظام الجديد بوجود 12 مجموعة من أربعة منتخبات، فتح باب الجدل مبكرًا حول “مجموعات الموت” ومزايا غير متكافئة للدول المنظمة وبعض الكبار في أوروبا وأمريكا الجنوبية.
ما الذي حُسم قبل القرعة؟
الاتحاد الدولي لكرة القدم أعلن رسميًا إجراءات القرعة وتقسيم المنتخبات على أربعة مستويات استنادًا إلى التصنيف العالمي الأخير، مع وضع الدول الثلاث المستضيفة (الولايات المتحدة، كندا، المكسيك) في قمة التوزيع داخل مجموعاتها.
سيتم سحب الفرق بدءًا من المستوى الأول وحتى الرابع، مع منع تواجد أكثر من منتخبين أوروبيين في المجموعة الواحدة، ومنع تكرار منتخبات من نفس القارة في باقي الاتحادات القارية.
القرعة النهائية ستقام في مركز كينيدي للفنون في واشنطن يوم 5 ديسمبر، بحضور رئيس فيفا جياني إنفانتينو ونجوم سابقين من مختلف القارات للمشاركة في سحب الكرات وتقديم تحليلات فورية للمواجهات المرتقبة.
بعد إعلان المجموعات، ستُنشر جداول المباريات الكاملة مع المواعيد والملاعب خلال 24 ساعة، في ظل توزيع المباريات بين مدن أمريكية وكندية ومكسيكية كبرى.
نظام جديد مثير للجدل
مونديال 2026 سيكون الأول في التاريخ بمشاركة 48 منتخبًا موزعين على 12 مجموعة من أربعة فرق، يتأهل عنها المتصدر والوصيف، إضافة إلى أفضل ثمانية منتخبات في المركز الثالث إلى دور الـ32.
هذا التوسع يعني زيادة عدد المباريات إلى 104 مباراة، ومرحلة خروج مغلوب تبدأ من دور الـ32 لأول مرة في تاريخ البطولة.
منتقدو النظام الجديد يرون أنه يخفف من “ندرة” الوصول إلى كأس العالم ويُضعف مستوى التنافس في الدور الأول، مقابل تضخم مالي وبث إعلامي يخدم فيفا أكثر مما يخدم جودة اللعبة.
في المقابل، تدافع فيفا عن القرار بوصفه توسيعًا للتمثيل العالمي وإتاحة الفرصة لمنتخبات جديدة من إفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى للظهور على المسرح الأكبر.
المستويات: من المرعب إلى “القابل للعب”المستوى الأول يضم القوى الكبرى والمنتخبات الأعلى تصنيفًا، مثل الأرجنتين وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا والبرتغال، إضافة إلى المكسيك بصفتها دولة مضيفة.
هذا يعني أن أي منتخب عربي أو إفريقي في المستويات الأدنى قد يجد نفسه أمام أحد هذه العمالقة منذ ضربة البداية، مع ما يفرضه ذلك من ضغط نفسي وتكتيكي.
في المستوى الثاني، تظهر أسماء قوية مثل هولندا وكرواتيا والمغرب والسنغال، ما يجعل بعض مجموعات “المستوى الأول + الثاني” أشبه بنسخة مصغرة من الأدوار الإقصائية.
بينما يضم المستويان الثالث والرابع منتخبات من العائدين الجدد وأبطال الملحق العالمي وفرقًا من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية لم تملك تقليديًا حضورا ثابتا في المونديال.
الشبهات والتحفّظات قبل السحب
انتقادات إعلامية ومعارضة لكرة سياسات فيفا تتهم الاتحاد الدولي بتسهيل طرق بعض القوى التسويقية الكبيرة عبر وضعها في مستويات مريحة نسبيًا مقارنة بمنتخبات أخرى قارية.
ويستند هذا الرأي إلى أن التصنيف يعتمد بشكل كبير على كثافة المباريات الرسمية في أوروبا وأمريكا الجنوبية، ما يمنحها أفضلية هيكلية على حساب منتخبات من قارات أخرى.
أصوات معارضة في صحف ومواقع رياضية تطالب بمزيد من الشفافية في عرض الآلية المباشرة لاختيار المجموعات، وببث كل مرحلة من مراحل سحب الكرات بشكل واضح، لتبديد أي شكوك لدى الجماهير التي ترى في القرعة أحيانًا “مسرحية مكتوبة” أكثر من كونها حظًا عشوائيًا.
في المقابل، تصر فيفا على أن النظام الحالي يوازن بين الاعتبارات الرياضية والتمثيل القاري، وأن أي تعديلات تأتي بعد تشاور مع الاتحادات الوطنية.
ماذا تعني القرعة للمنتخبات العربية؟تأهلت بالفعل عدة منتخبات عربية إلى مونديال 2026 أو باتت قريبة جدًا عبر التصفيات، وعلى رأسها المغرب والسعودية وقطر وتونس، مع احتمال لحاق منتخبات أخرى من آسيا وإفريقيا عبر الملحق.
وجود المغرب في مستوى متقدم يمنحه نظريًا حظوظًا أفضل لتفادي كبار المستوى الأول، بينما تبدو منتخبات عربية أخرى مهددة بالاصطدام المبكر مع أبطال العالم السابقين.
القرعة قد تصنع “ديربيات عربية” في بعض المجموعات إذا سمحت قواعد القارات بذلك، خصوصًا بين منتخبات آسيا، ما قد يخلق مواجهات عالية الحساسية جماهيريًا لكنها تقلص في الوقت نفسه فرص عبور أكثر من منتخب عربي واحد من نفس المجموعة.
هذا السيناريو تستخدمه بعض الأصوات المعارضة لتأكيد أن النظام القاري في القرعة لا يخدم دائمًا انتشار التمثيل العربي والإفريقي في الأدوار المتقدمة.
جدول مختصر لأهم معالم قرعة 2026
مع اقتراب لحظة سحب الكرات، تتحول قرعة مونديال 2026 إلى ساحة صراع توقعات بين جماهير تحلم بمجموعات “رحيمة” وقرعة متوازنة، وآخرين يستعدون لانتقاد أي خلل محتمل في توزيع القوى.
وبين خطاب فيفا عن “كرة قدم للجميع” وهواجس المشجعين من هيمنة الاعتبارات التجارية والسياسية على القرعة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ترسم القرعة طريق بطل جديد، أم تعيد نفس القوى التقليدية إلى منصة التتويج؟










