“كأس إيطاليا تشتعل: هل يقتل ميلان أحلام ساري للمرة الثانية في خمسة أيام؟”
مباراة لاتسيو ضد ميلان تحوّلت إلى موقعة تكتيكية ممتدة بين الدوري والكأس، بعد أيام قليلة من فوز الروسونيري 1–0 في الدوري بفضل هدف رافائيل لياو، قبل أن يجدد الفريقان الموعد في الأولمبيكو ضمن ثمن نهائي كأس إيطاليا وسط غيابات مؤثرة وشحن جماهيري كبير.
الصراع بينهما لم يعد مجرد مواجهة عابرة، بل اختبار حقيقي لطموحات ميلان في موسم يريد فيه الجمع بين الاسكوديتو وكأس إيطاليا، ورغبة لاتسيو في رد الاعتبار بعد خسارة موجعة ترافقت مع جدل تحكيمي.
خلفية ساخنة: هزيمة الدوري تشعل الكأس
لقاء الدوري على ملعب سان سيرو انتهى بانتصار ميلان 1–0 بهدف رافائيل لياو مطلع الشوط الثاني، في مباراة اعتمد فيها الروسونيري على الصبر الدفاعي والضرب بالهجمات المرتدة.
الحارس ماينان لعب دورًا حاسمًا بتصديات مؤثرة أمام محاولات زاكاني ولاعبي لاتسيو، ما جعل الإعلام الإيطالي يشير إلى أن الفوز تحقق بفضل ثنائي لياو–ماينان أكثر من الأداء الجماعي.
لاتسيو خرج من اللقاء وهو مقتنع أنه كان يستحق أكثر من الهزيمة، خاصة بعد فرصة خطيرة لجولا وزاكاني في الشوط الأول، ومرحلة ضغط طويل في نهاية المباراة.
هذه الخلفية جعلت مباراة الكأس تبدو امتدادًا لصراع مفتوح، وليس مجرد مواجهة جديدة في بطولة مختلفة.
جدل الـVAR وغضب النسورأهم ما أشعل الأجواء كان اللقطة التحكيمية في الدقائق الأخيرة من لقاء الدوري، عندما طالب لاعبو لاتسيو بركلة جزاء بعد احتكاك داخل المنطقة، لكن الحكم رفضها بعد مراجعة تقنية الفيديو.
القرار اعتبرته الصحافة القريبة من لاتسيو “نقطة تحول” سرقت من الفريق فرصة ذهبية للعودة في النتيجة على ملعب صعب مثل سان سيرو.
توتر الأعصاب لم يتوقف عند حدود الملعب، إذ تعرض مدرب ميلان ماسيميليانو أليغري وأحد أفراد الجهاز الفني للاتسيو للطرد بسبب الاعتراضات، ما يعكس درجة الاحتقان على خط التماس.
هذه الأحداث تفسر حالة الشحن التي دخل بها الفريقان إلى موقعة كأس إيطاليا في الأولمبيكو، حيث يرفع لاتسيو شعار “الرد في الميدان”.
أرقام ميلان: صلابة دفاعية وصعود متواصلإحصائيات ميلان قبل مواجهة الكأس تظهر فريقًا عمليًا أكثر من كونه استعراضيًا؛ إذ لم يخسر في 12 مباراة متتالية في الدوري بعد تعثر الافتتاح أمام كريمونيزي، محققًا 8 انتصارات و4 تعادلات.
كما حافظ الروسونيري على شباكه نظيفة في عدد كبير من هذه المباريات، ما جعل دفاعه وحارسه ماينان من الأقوى في الكالتشيو هذا الموسم.
رافائيل لياو واصل لعب دور الحاسم، بعد أن وصل إلى هدفه العاشر في عام 2025 بالدوري، مع مساهمة تهديفية شبه مستمرة في المباريات الكبيرة، بينها مواجهاته المتكررة أمام لاتسيو التي عرف فيها الشباك جيدًا.
في المقابل، سجّل المدافع فيكايو توموري حضوره المهم كصانع ألعاب خفي من الخط الخلفي، بعدما قدّم تمريرة حاسمة في هدف الفوز الأخير على النسور.
وضع لاتسيو: إصابات مؤثرة وطموح مكشوفقبل مباراة الكأس، دخل لاتسيو المواجهة وهو يفتقد عناصر مهمة في الوسط والدفاع مثل كاتالدي وروفيلا، ما فرض على ساري الاعتماد على غوندووزي وفيتشينو وباسيش في المحور، مع ثلاثي هجومي يضم إيساكسن وكاستيانوس وزاكاني.
هذه التشكيلة تمتاز بالحركية، لكنها عانت أمام ميلان من قلة الفعالية في الثلث الأخير وافتقاد اللمسة الأخيرة أمام مرمى ماينان.
الجماهير في الأولمبيكو تنتظر رد فعل مختلفًا، خصوصًا أن كأس إيطاليا يُعد طريقًا أقرب للألقاب بالنسبة للنسور مقارنة بصراع الدوري الأوروبي على المراكز المؤهلة قاريًا.
لذلك تبدو مباراة ميلان بالنسبة لهم نهائيًا مبكرًا، وفرصة مثالية لقلب المزاج بعد أسبوع ثقيل.
مباراة الكأس: تكتيك حذر ومصير مفتوحمواجهة الكأس على ملعب الأولمبيكو جاءت بعد أقل من أسبوع من لقاء الدوري، ما جعل المدربين يفضلان تغييرات محدودة في التشكيل مع المحافظة على الهيكل التكتيكي نفسه تقريبًا.
التوقعات المسبقة من مواقع الإحصاء والتحليل رجّحت فوز ميلان بفارق هدف وحيد، مع سيناريو مشابه للمواجهة السابقة: حذر تكتيكي وفرصة حاسمة ترجّح كفة فريق على آخر.
النسخة الحالية من كأس إيطاليا تمنح أهمية إضافية لمواجهات ثمن النهائي، باعتبارها تقام من مباراة واحدة فقط على أرض فريق واحد، ما يجعل أي خطأ دفاعي أو قرار تحكيمي مثير للجدل كفيلًا بقلب مصير موسم كامل.
ولهذا ينظر جمهور لاتسيو وميلان إلى اللقاء كاختبار شخصية قبل أن يكون مجرد بطاقة عبور إلى ربع النهائي.
أرقام سريعة من آخر مواجهة دوريبين حسابات الثأر ومطامع الألقاب، تبدو مواجهة لاتسيو ضد ميلان في كأس إيطاليا أكثر من مجرد مباراة إقصائية؛ إنها اختبار لعدالة التحكيم، وامتحان لصلابة ميلان المستمرة، وفرصة أخيرة لساري كي يثبت أن نسور العاصمة ما زالوا قادرين على التحليق في سماء البطولات الإيطالية.










