“ريمونتادا أم مسكّن مؤقت؟ انتصار يونايتد يفضح عمق الأزمة بدل أن يخفيها”
مانشستر يونايتد دخل مواجهته الأخيرة ضد وست هام في أولد ترافورد وهو يبحث عن تأكيد انتفاضته مع المدرب روبن أموريم، بينما جاء الفريق اللندني مثقلًا بصراع الهبوط وذكريات الفوز التاريخي 2–0 في مايو الماضي على نفس الملعب.
المباراة حظيت بزخم خاص لأنها تمثل امتحانًا لجدية عودة يونايتد إلى مربع الكبار، ولقدرة نونو إسبيريتو سانتو على إنقاذ موسم صعب مع الهامرز.
سياق ملتهب قبل ضربة البدايةقبل لقاء 4 ديسمبر 2025، كان مانشستر يونايتد قد حقق فوزًا مهمًا على كريستال بالاس 2–1 خارج ملعبه، ليواصل سلسلة إيجابية بخسارة واحدة فقط في آخر سبع مباريات في الدوري ويقترب من مراكز المقدمة.
الانتصار على وست هام كان سيجعله على بعد نقطة واحدة من المركز الرابع، ما منح المواجهة طابع “الفرصة الذهبية” في مسار أموريم.
في المقابل، دخل وست هام اللقاء وهو يعاني من تراجع حاد في النتائج وضعه قريبًا من منطقة الهبوط، مع غياب الفوز خارج أرضه منذ أغسطس، وضغط كبير على نونو إسبيريتو سانتو بعد طرد لوكاس باكيتا في الخسارة الأخيرة أمام ليفربول.
الفريق اللندني كان يعلم أن الخسارة في أولد ترافورد قد تعيد شبح الانهيار كما حدث معه في النصف الثاني من الموسم الماضي.
ذكرى ثنائية مايو: جرح لم يلتئممواجهات الفريقين في 2025 حملت مفارقات لافتة؛ ففي 11 مايو الماضي حقق وست هام فوزًا تاريخيًا 2–0 في أولد ترافورد، هو الأول له في الدوري هناك منذ 18 عامًا، ليُغرق يونايتد أكثر في موسم كارثي تحت قيادة المدرب السابق.
حينها سجل سوتشيك وبوين هدفي اللقاء، وسط صافرات استهجان من جماهير الشياطين الحمر التي رأت فريقها يُسقط على أرضه أمام منافس لم يكن ينافس على القمة.
هذا السجل القريب جعل جماهير يونايتد تنظر لمواجهة ديسمبر بروح “الثأر”، في حين حاولت صحف إنجليزية التذكير بأن الهيبة التاريخية لأولد ترافورد لم تعد كما كانت، وأن وست هام نفسه كسر حاجز الخوف سابقًا على نفس هذا العشب.
لذلك لم يعد الفوز على الهامرز تحصيل حاصل، بل اختبارًا حقيقيًا لمشروع أموريم وقدرة لاعبيه على التعامل مع ضغط التاريخ والجماهير.
مجريات اللقاء: ضغط يونايتد وحذر وست هامالتقارير المباشرة من داخل المباراة أشارت إلى سيطرة ميدانية واضحة لمانشستر يونايتد الذي حاصر وست هام في مناطقه لفترات طويلة، مع اعتماد الهامرز على التكتل الدفاعي والهجمات العكسية المحدودة.
ديوغو دالوت لعب دورًا بارزًا في الجانب الهجومي، مع حديث عن أنه كان من بين أخطر عناصر يونايتد سواء بالتسديد أو الاختراق من الطرف.
ورغم أن بعض المنصات عرضت النتيجة على أنها 0–0 في لحظات التغطية المباشرة، فإن التحديثات اللاحقة أظهرت تقدّم يونايتد بهدف من تسديدة لدالوت، ليترجم ضغط أصحاب الأرض إلى أفضلية على لوحة النتائج.
وست هام اكتفى بردود فعل خجولة مع معاناة واضحة في الخروج بالكرة والتنظيم الهجومي في ظل غياب باكيتا الموقوف.
وضع الفريقين في جدول الدوريقبل اللقاء، كان رصيد مانشستر يونايتد 21 نقطة من 13 مباراة، محتلاً مركزًا في منتصف جدول الترتيب لكن على بعد خطوات قليلة من المربع الذهبي بفضل تقارب النقاط في مناطق المنافسة الأوروبية.
الفوز على وست هام مثّل خطوة معنوية كبيرة في طريق إعادة بناء الثقة مع الجماهير بعد موسم سابق كارثي شهد نتائج قاسية على ملعبه.
أما وست هام فدخل المباراة وفي رصيده 11 نقطة فقط من 13 مواجهة، ما وضعه ضمن الثلاثة الأدنى في الجدول أو قريبًا جدًا من منطقة الهبوط، مع تراجع واضح مقارنة بالمواسم السابقة التي كان ينافس فيها على مقاعد أوروبية.
هذا التراجع ربطته تحليلات بضعف التخطيط من الإدارة وغياب الاستثمار الذكي في سوق الانتقالات، إلى جانب حالة “لا مبالاة” تُنسب للمالكين الحاليين للنادي.
قراءة نقدية: فوز لا يمحو الأسئلةعلى الرغم من قيمة الفوز بالنسبة لليونايتد، إلا أن تقارير وتحليلات إنجليزية حذرت من المبالغة في الاحتفال، معتبرة أن الفريق ما زال يعاني من مشاكل هيكلية في الدفاع وصناعة اللعب، وأن مواجهة خصم متراجع مثل وست هام ليست معيارًا كافيًا للحكم على ثبات المشروع.
كما أشارت إلى أن الاعتماد المستمر على لحظات فردية من لاعبين مثل دالوت وبرونو وفيرنانديز يفضح غياب منظومة هجومية واضحة.
من جهة أخرى، تلقى وست هام انتقادات لاذعة من جماهيره وإعلامه بسبب الأداء السلبي وغياب ردة الفعل حتى بعد التأخر، مع تذكير بأن هذا الفريق نفسه كان قبل موسمين ينافس بقوة في الدوري الأوروبي.
الأصوات المعارضة داخل القاعدة الجماهيرية للهامرز عادت لتطالب بضغط أكبر على الملاك الحاليين من أجل تغيير حقيقي يضمن للنادي مشروعًا واضحًا بدل الاكتفاء بمحاولات بقاء موسمية.
بهذه النتيجة، يستعيد مانشستر يونايتد جزءًا من اعتباره أمام خصم سبب له الكثير من الألم في 2025، لكنه يبقى أمام امتحانات أكبر ضد فرق القمة قبل أن يُقال إن “مسرح الأحلام” استعاد مهابته فعلاً.
بالنسبة لوست هام، فإن خسارة جديدة خارج الأرض تضع الفريق أكثر فأكثر في دوامة صراع الهبوط، وتفتح الباب على أسئلة قاسية حول مستقبل المدرب واللاعبين وإدارة النادي.










