في مؤشر على تفاقم الصراعات الداخلية داخل التشكيلات المسلحة الموالية للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، أكدت مصادر إسرائيلية اليوم تعيين غسان الدهيني قائداً لميليشيا “القوات الشعبية” بعد مقتل قائدها السابق ياسر أبو شباب في اشتباكات داخلية شرقي رفح يوم الخميس.
وجاء تعيين الدهيني تلقائياً بموجب هيكل الميليشيا، رغم إصابة الدهيني الخطيرة التي استدعت نقله إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع لتلقي العلاج، في خطوة تعيد طرح تساؤلات حول مستقبل هذه المجموعة ومدى اعتمادها على الدعم الإسرائيلي.
ظروف مقتل أبو شباب: روايتان متناقضتان
أثار مقتل ياسر أبو شباب (32 عاماً) – الذي ارتبط اسمه بميليشيا أنشئت بدعم إسرائيلي في منتصف 2025 – جدلاً واسعاً بسبب تضارب الروايات:
الرواية الإسرائيلية
وفق صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن أبو شباب قُتل ضرباً حتى الموت خلال شجار داخلي بين عناصر الميليشيا، وليس خلال اشتباك مع حماس. ونقل الجيش الإسرائيلي جثمانه إلى بئر السبع، حيث أكد التشريح الوفاة نتيجة الضرب.
الرواية الفلسطينية
مصادر في حركة حماس قالت لصحيفة “مدى مصر” إن قوة “رادع” التابعة للمقاومة نصبت كميناً في شرق رفح بعد اختراق المجموعة عبر عناصر متنكرة، مؤكدة أن “القوات الشعبية” فقدت قائدها خلال العملية. ووصفت حماس أبو شباب بأنه “مرجع خائن”، مؤكدة أن “المتعاونين سينالون المصير ذاته”.
الميليشيا، التي تضم نحو 500 عنصر، تشكلت بدعم وتسليح إسرائيلي لتأمين مشاريع إعادة الإعمار في المناطق التي كانت القوات الإسرائيلية تسيطر عليها بعد وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، مع تبنّي خطاب عدائي ضد حماس، ما تسبب برفض شعبي واسع، إلى حد إعلان عائلته وعشيرته التبرؤ منه في مايو 2025.
غسان الدهيني: الخليفة المثير للجدل
تولي غسان عبد العزيز محمد الدهيني (38 عاماً) قيادة الميليشيا لا يبدو أقل إثارة للجدل من سلفه:
ينتمي إلى قبيلة الترابين، ما ساعده على الصعود داخل الميليشيا.
يُنظر إليه باعتباره العقل المدبر للتنظيم.
له خلفية في جيش الإسلام بقيادة ممتاز دغمش، حيث عمل في التهريب والتنسيق مع جماعات متشددة في سيناء قبل فصله على خلفية “قضية أخلاقية”.
نشر قبل أيام على صفحته في فيسبوك مشاركة لميليشياه في عمليات ملاحقة مقاومين شرق رفح، مدعياً قتل اثنين منهم.
بعد وفاة أبو شباب، حاولت حسابات تابعة للميليشيا نفي الخبر، لكنها عادت وأكدته لاحقاً، معلنة إقامة مراسم دفن متواضعة في رفح.
ورغم إصابته وتم نقله للعلاج في إسرائيل، أكد الدهيني في مقابلة مع يديعوت أحرونوت أنه سيواصل “خطة أبو شباب”، قائلاً:
“سنبقى في رفح… سنقاتل حماس حتى النهاية، وسنعيد الأمل للفلسطينيين.”
تصعيد داخل غزة… وقلق من انفجار داخلي
يأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه الصدامات بين الميليشيات المتعاونة مع الاحتلال، وعناصر المقاومة الفلسطينية، خاصة في محيط رفح.
مراقبون يرون أن مقتل أبو شباب وتعويضه بشخصية مثيرة للجدل مثل الدهيني قد يشير إلى مزيد من التفكك داخل التشكيلات الموالية لإسرائيل.
وضعف قدرة الاحتلال على ضبط هذه المجموعات، واحتمال توسع الاشتباكات الداخلية، ما قد ينعكس اضطراباً في جنوب القطاع.










