شراكة تركية–مصرية تُطلق جيلًا جديدًا من المركبات القتالية: “وعقرب” يدخل الساحة ويُعيد رسم خرائط التسليح في المنطقة
في خطوة تعكس تحوّلًا نوعيًا في التعاون الدفاعي بين القاهرة وأنقرة، كشفت شركة هافلسان التركية، بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع AOI، عن مركبتين عسكريتيْن ذاتيه القيادة جرى تطويرهما داخل مصر، في حدث أثار اهتمام الوفود الدولية خلال معرض EDEX 2025. الظهور الأول للمركبتين “عقرب” و”حمزة-1” لم يكن مجرد عرض تقني، بل إشارة سياسية وصناعية إلى بدء مرحلة جديدة في التصنيع الدفاعي المشترك وتوسيع النفوذ التكنولوجي في المنطقة.
شهد معرض EDEX 2025 للدفاع في القاهرة إعلانًا لافتًا عن مركبتين عسكريتين طُوّرتا داخل مصر عبر شراكة مباشرة بين شركة هافلسان التركية والهيئة العربية للتصنيع. التعاون، الذي لم يكن معلنًا على هذا المستوى من قبل، أنتج لأول مرة منصّات تتوافق مع البيئة العملياتية المصرية وتستهدف الأسواق الإقليمية.
ظهور أول يلفت الأنظار
شارك في المعرض أكثر من 80 شركة تركية، إلا أن الأضواء اتجهت بشكل واضح نحو مركبتىّ عقرب وحمزة-1، اللتين قُدِّمتا كحلول “عملية وجاهزة للتطوير” في مجال الأنظمة ذاتية التشغيل.
وخلال جولته بالمعرض، زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جناح الهيئة العربية للتصنيع، حيث تلقّى شرحًا موسعًا حول القدرات الجديدة، في رسالة تعكس اهتمامًا رسميًا بالمشروع التركي–المصري المشترك.
«عقرب»… مركبة برية قتالية 6×6 مصمَّمة للصحراء المصرية
المركبة ، «عقرب»، هي مركبة برية قتالية ذاتية القيادة تعمل بتكوين 6×6، وقادرة على حمل نظام سلاح يتم تشغيله عن بُعد. وأوضح شفيق أونال، نائب رئيس هافلسان، أن المركبة طُوّرت خصيصًا لتناسب تضاريس مصر الصحراوية، مضيفًا أن الفترة المقبلة ستشهد اختبارات ميدانية مباشرة لتقييم الأداء وتحديث المركبة قبل دخولها الخدمة الفعلية.
«حمزة-1»… طائرة ذاتية الإقلاع والمهام
أما المركبة الثانية، «حمزة-1»، فهي طائرة ذاتية الإقلاع والمهام تعتمد على الإقلاع والهبوط العمودي، وقد عُرضت لأول مرة في جناح الهيئة العربية للتصنيع. واعتُبرت واحدة من أبرز تقنيات الجيل الجديد من الأنظمة المستقلة في المعرض مما يعكس اتجاهًا نحو دمج تقنيات الطيران الذكي في الأنظمة المصرية.

شراكة تتجاوز السوق المحلي
قال أونال إن هافلسان تركز على تطوير أنظمة القيادة والسيطرة والذكاء الاصطناعي للمنصتين، معتبرًا مصر “بوابة رئيسية إلى إفريقيا”، ومشيرًا إلى أن المنتجات المشتركة ستكون مرشحة للبيع لدول في القارة ومنطقة الخليج.
وأضاف أن وفودًا عسكرية من دول إفريقية وخليجية أبدت اهتمامًا مباشرًا بالمنصّات خلال المعرض، بما يعزز توقعات التصدير المشترك.
هذا التعاون المُعلن في معرض القاهرة ليس مجرد مشروع دفاعي.
بل هو — سياسيًا — مؤشر على تحوّل هادئ في العلاقات التركية–المصرية، وتحويل التنافس الإقليمي إلى تعاون صناعي ذي تأثير مباشر.
وعسكريًا، يشير المشروع إلى رغبة القاهرة في اللحاق بسباق الأنظمة غير المأهولة، بعدما أصبحت معيارًا في حروب الجيل الجديد.
اقتصاديًا، يفتح الباب أمام توطين تكنولوجيا معقدة، وتقديم مصر نفسها كمركز إقليمي للصناعات الدفاعية المتقدمة.
لكن تبقى الأسئلة مفتوحة:
• هل سيستمر التعاون ويتوسع ليشمل إنتاجًا مشتركًا لأنظمة أكثر تعقيدًا؟
• وما حجم الاعتماد الفعلي على التكنولوجيا المحلية مقابل التركية؟
• وهل تنجح القاهرة في تحويل هذه الشراكات إلى سلاسل إنتاج حقيقية وليست مجرد تجميع محلي؟
المرحلة المقبلة — وتحديدًا نتائج الاختبارات الميدانية — ستكون حاسمة في الحكم على مستقبل “عقرب” و”حمزة-1” في سوق السلاح الإقليمي.










