وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي يؤكد أن نزع سلاح حزب الله لن يتم إلا بموافقة إيران، محذرًا من استمرار الحزب في تحدي الدولة اللبنانية واستفزاز سيادتها
أكد وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجّي، أن نزع سلاح حزب الله يعد “ضرورة وطنية” للبنان، مشيرًا إلى أن الحزب لن يكون قادرًا على التخلي عن ترسانته العسكرية دون ضوء أخضر من إيران.
جاء ذلك في مقابلة مع قناة العربية يوم السبت 6 ديسمبر، حيث أوضح رجّي أن الحزب يسعى حاليًا للحفاظ على موقعه الداخلي وكسب الوقت لإعادة بناء قدراته، بما في ذلك تعزيز التمويل واستعادة النفوذ والمكانة التي كان يتمتع بها في لبنان. وأضاف أن نشاط حزب الله لم يعد يتركز على الحدود أو الصراع مع إسرائيل، بل تحول إلى إدارة موارده داخليًا واستراتيجية إعادة البناء.
مباحثات مع إيران
وأشار رجّي إلى أنه ناقش قضية نزع السلاح بشكل جدي مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على هامش الاجتماعات الإقليمية، مؤكدًا أن الرد على دعوة عراقجي لزيارة إيران لتبادل الآراء بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية سيتم عبر “مذكرة دبلوماسية”. وأوضح الوزير اللبناني أن المناقشات قد تتم أيضًا في دولة محايدة إذا دعت الحاجة.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت وفدًا رفيع المستوى إلى بيروت في سبتمبر الماضي، حيث أكد مسؤولوها أن إيران تمثل العقبة الأساسية أمام نزع سلاح الحزب. ومنذ أغسطس الماضي، وافقت الحكومة اللبنانية على المبادئ العامة لخطة أمريكية تهدف إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة، لكن حزب الله، كحليف رئيسي لإيران، رفض الالتزام بهذا المسار، خاصة بعد تأثره بالهجمات الإسرائيلية المتكررة.
حزب الله يتحدى الدولة
شدد رجّي على أن مصداقية الدولة اللبنانية مرتبطة بقدرتها على فرض سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية واحتكار السلاح لدى القوات الرسمية. وحذر من أن استمرار حزب الله في تحدي الدولة واستفزازها يوميًا سيجعل المجتمع الدولي يشكك في قدرة لبنان على إدارة شؤونه الداخلية. وأضاف الوزير أن أي حل دبلوماسي مع إسرائيل لا يمكن أن يكون فعالًا إلا بعد نزع سلاح الحزب ورفع هيكله العسكري.
من جانبه، جدد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، رفض الحزب التخلي عن أسلحته بالكامل، محذرًا من أن أي محاولة لإجبار الحزب على ذلك قد تؤدي إلى “نزاع داخلي”.
رأي المجتمع اللبناني
وأظهرت نتائج استبيان جديد أجرته مؤسسة غالوب أن غالبية اللبنانيين يطالبون بأن يكون الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المخوَّلة بامتلاك السلاح، في مؤشر واضح على دعم شعبي لمبدأ احتكار الدولة للسلاح وضمان سيادتها.
كما أعرب رجّي عن أسفه لأن حزب الله لم يدرك بعد أن تسليم السلاح قد يخدم مصلحة لبنان وحزب الله نفسه على حد سواء. وأكد أن نجاح أي حلول سياسية أو دبلوماسية، داخليًا أو إقليميًا، مرتبط بفرض الدولة لهيمنتها واحتكارها للسلاح، بما يعزز مكانة لبنان على المستوى الدولي.










