من 3–0 إلى 3–3.. هل أصبح الزمالك متخصصًا في إحياء خصومه بدلًا من حسم مبارياته؟
الزمالك سقط في فخ تعادل درامي أمام كهرباء الإسماعيلية بنتيجة 3–3 في افتتاح مشواره ببطولة كأس عاصمة مصر على استاد المقاولون العرب، بعد أن كان متقدمًا بثلاثية نظيفة قبل أن يستقبل ثلاثية تاريخية بقدم مهاجم واحد هو محمد السيد “شيكا”.
النتيجة منحت كل فريق نقطة في المجموعة الثالثة التي تضم المصري، سموحة، الاتحاد السكندري، زد، حرس الحدود، إلى جانب كهرباء الإسماعيلية، لكنها فتحت ملفًا جديدًا عن هشاشة الزمالك الذهنية أمام الضغط وقدرة فرق الدرجة الثانية على قلب الطاولة في لحظات قصيرة.
“كهرباء الإسماعيلية تُصعق الأبيض: مشروع إعادة بناء الزمالك يتعطل أمام فريق درجة ثانية وهاتريك لاعب واحد”
“تعادل بطعم الهزيمة: كيف أضاع الزمالك فوزًا مضمونًا في 27 دقيقة من الفوضى الدفاعية؟”
“هاتريك شيكا وهدف عكسي ورسائل قاسية: كأس عاصمة مصر تكشف وجهًا مقلقًا للزمالك قبل صدامات المجموعة”
خلفية البطولة وأهمية اللقاء
المباراة جاءت في الجولة الأولى من دور المجموعات لبطولة كأس عاصمة مصر (كأس الرابطة) لموسم 2025–2026، حيث أوقعت القرعة الزمالك في مجموعة قوية تضم المصري البورسعيدي، سموحة، الاتحاد السكندري، زد، حرس الحدود، وكهرباء الإسماعيلية.
اللقاء اعتُبر فرصة مثالية للأبيض لافتتاح مشواره بفوز مريح أمام فريق صاعد من دوري القسم الثاني، مع منح الفرصة لعدد من العناصر الشابة والجدد لاختبار جاهزيتهم في أجواء رسمية.
في المقابل، دخل كهرباء الإسماعيلية المباراة بلا ضغوط تذكر؛ الفريق يشارك في بطولة كبيرة أمام أحد أقطاب الكرة المصرية، ما جعلها “مباراة تاريخية” للاعبيه وجهازه الفني ودفعة معنوية هائلة حال الخروج بنتيجة إيجابية.
هذا الفارق في الضغط النفسي بين نادٍ يلعب للحفاظ على هيبته وآخر يبحث عن إثبات ذاته كان حاضرًا بقوة في تفاصيل اللقاء، خاصة في الشوط الثاني.
بداية زملكاوية مثالية وتقدم بثلاثيةالزمالك بدأ المواجهة بقوة وفرض سيطرته منذ الدقائق الأولى، ونجح في ترجمة تفوقه لهدف أول في الدقيقة 21 عن طريق عمرو ناصر الذي استغل عرضية متقنة من البرازيلي خوان بيزيرا ليحولها برأسه داخل الشباك.
الهدف منح الأبيض أريحية أكبر في بناء اللعب، مع ظهور تفوق واضح فرديًا وجماعيًا على حساب كهرباء الإسماعيلية الذي اكتفى بالتكتل ومحاولة اعتراض المساحات.
بداية الشوط الثاني شهدت ما بدا وكأنه “انفجار” هجومي زملكاوي حاسم؛ في الدقيقة 46 سجل حارس كهرباء الإسماعيلية فرج شوقي هدفًا عكسيًا في مرماه بالخطأ ليضاعف تقدم الزمالك بهدف ثانٍ، ثم جاء الهدف الثالث في الدقيقة 49 بتوقيع آدم كايد بعد مجهود فردي مميز وتمريره جديدة من خوان بيزيرا.
في هذه اللحظة، اعتقدت جماهير الأبيض أن المباراة حُسمت تمامًا وأن الفريق في طريقه لفوز عريض وربما تسجيل نتيجة ثقيلة في شباك منافس متواضع.
ثورة كهرباء الإسماعيلية وهاتريك شيكا
لكن الصورة انقلبت تمامًا بعد دقائق قليلة؛ كهرباء الإسماعيلية رفض الاستسلام، ونجح البديل محمد السيد “شيكا” في إشعال اللقاء بهدف أول في الدقيقة 51–54 تقريبًا، بعد تمريرة متقنة من حسن الشاذلي استغلها داخل منطقة الجزاء.
الهدف أعاد الأمل للفريق الأصفر وأربك حسابات الزمالك الذي بدا غير قادر على استعادة إيقاعه بعد التغييرات ومع شعور مبكر بالاطمئنان.
استمر الضغط، ومن ركلة ركنية نفذها عصام الفيومي، ارتقى شيكا برأسه مسجلًا الهدف الثاني في الدقيقة 72، ليصبح الفارق هدفًا واحدًا فقط ويُدخل دفاع الزمالك بالكامل في دائرة التوتر.
ولم تمضِ سوى ست دقائق أخرى حتى عاد المهاجم نفسه ليكمل الهاتريك التاريخي في الدقيقة 78، مستغلًا عرضية علي سليمان داخل منطقة الجزاء ليضع الكرة في المرمى ويعلن تعادلًا جنونيًا 3–3، وسط صدمة واضحة على وجوه لاعبي الزمالك وجهازهم الفني.
قراءة فنية: انهيار ذهني ودفاعي
على المستوى الفني، قدم الزمالك شوطًا أول مقبولًا وثلاثية تؤكد امتلاك الفريق لخيارات هجومية واعدة مثل عمرو ناصر وآدم كايد وبيزيرا، لكن المشكلة ظهرت بوضوح في غياب القدرة على إدارة التقدم الكبير ذهنيًا وتكتيكيًا.
الفريق لم ينجح في خنق المباراة بعد الهدف الثالث، ولم يكسر نسق اللعب أو يفرض إيقاعًا مريحًا، بل ترك مساحات واسعة استغلها كهرباء الإسماعيلية بالسرعات والتحركات الذكية لشيكا.
دفاعيًا، ظهر التباعد بين الخطوط، وبرزت أخطاء في التمركز داخل منطقة الجزاء، خاصة في الكرات العرضية والثابتة، حيث سجل كهرباء هدفين من ركنية وعرضية نموذجية، دون تدخل حاسم من المدافعين أو الحارس مهدي سليمان.
هذه التفاصيل تعكس حاجة الزمالك لإعادة تنظيم منظومته الدفاعية، سواء على مستوى أفراد الخط الخلفي أو المساندة من الوسط، إذا أراد المنافسة بجدية على ألقاب الموسم وعدم تكرار سيناريو “إضاعة المكاسب” في دقائق معدودة.
تداعيات النتيجة على مشوار الزمالك وكهرباء
تعادل الزمالك في الجولة الأولى جعله يكتفي بنقطة واحدة في مجموعة صعبة، ما يضاعف الضغط عليه قبل مواجهة المقبلة أمام أحد الفرق الجماهيرية بالمجموعة في 20 ديسمبر على نفس الملعب.
أي فقدان جديد للنقاط قد يعقد حسابات تأهله عن المجموعة في بطولة كان يعوّل عليها الجهاز الفني لمنح مساحة تنافسية للاعبين الجدد والشباب مع الحفاظ على صورة الفريق الكبيرة.
أما كهرباء الإسماعيلية، فالتعادل يُعد مكسبًا تاريخيًا؛ نقطة أمام الزمالك وثلاثة أهداف لهداف واحد في بطولة منقولة تلفزيونيًا على نطاق واسع تمنح الفريق دفعة معنوية ضخمة قبل استكمال مبارياته في كأس عاصمة مصر.
النتيجة ترسخ صورة النادي كخصم مزعج لا يمكن التعامل معه كمجرد ضيف شرف، وتؤكد أن الفوارق المادية والتاريخية لا تكفي وحدها لحسم المباريات إذا غابت الجدية حتى صافرة النهاية.









