أودال، المنشر الاخباري – تصاعدت التوترات العشائرية بشكل حاد في منطقة أودال بأرض الصومال بعد أن أصدر السلطان الأكبر لعشيرة عيسى دعوة للحشد، مما دفع مئات المقاتلين إلى التجمع في مدينة زيلا الساحلية التاريخية استعداداً لمواجهة محتملة.
جاء هذا التصعيد في أعقاب موجة عنف اندلعت على خلفية نزاع طويل الأمد حول الحقوق الثقافية والمطالبات الإقليمية لمدينة زيلا، وهو النزاع الذي يضع عشيرة عيسى في مواجهة مجتمع السامارون/غادابورسي.
لهيب أودال: يهدد بحرب كبرى بين الصومال وأرض الصومال “فيديو”
دعوة السلطان الأكبر “للدفاع عن الوطن”
أصدر السلطان الأكبر لعشيرة عيسى دعوة عاجلة حث فيها جميع الأفراد القادرين على العمل على التجمع في زيلا. واتهم السلطان سلطات أرض الصومال بالانحياز إلى مجتمع السامارون (غادابورسي) المنافس في النزاع حول ملكية المدينة، معلناً أن المجتمع يجب أن “يدافع عن وطنه”.
أثارت هذه الدعوة استجابة سريعة، حيث حشد مئات من مقاتلي عيسى من إقليم الصومال الإثيوبي وجيبوتي، وهم الآن يستعدون لمواجهة مسلحة محتملة مع قوات أرض الصومال.
اعتقال شبكة تجسس تسعى لزعزعة الاستقرار في أرض الصومال
الشرارة: مهرجان اليونسكو الملغي يحرك العنف
كان السبب المباشر للأزمة هو إلغاء مهرجان عيسى الثقافي الذي كان من المقرر إقامته في زيلا بتاريخ 14 ديسمبر 2025. وكان من المفترض أن يحتفل هذا الحدث باعتراف اليونسكو مؤخراً بـ “خير سيسي” (القانون العرفي لعشيرة عيسى) كتراث ثقافي غير مادي.
أشعل الرفض القوي من جانب مجتمع السامارون للمهرجان المخطط له ثلاثة أيام من العنف في جميع أنحاء منطقة أودال، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين، مما يمثل أحد أعنف أعمال العنف في المنطقة في السنوات الأخيرة.
تاريخ من التنافس على زيلا
لطالما كانت زيلا، وهي ميناء استراتيجي على البحر الأحمر، نقطة اشتعال للتوترات القبلية في القرن الأفريقي. فبينما ترمز المدينة إلى التراث التاريخي لعشيرة عيسى – لكونها موقع تتويج السلطان الأكبر (الأوغاس) – تعتبرها مجتمعات غادابورسي جزءًا لا يتجزأ من وطنهم، مما يؤدي إلى تكرار النزاعات الإقليمية.
عشيرة عيسى تحشد مقاتليها من إثيوبيا وجيبوتي في مواجهة أرض الصومال “فيديو”
ويرى شيوخ قبيلة غادابورسي المحلية أن الكتاب المصاحب للاحتفال المُلغى، والذي وزعه شيوخ عيسى، يمثل “تهديدًا وجوديًا” و”ترويجاً للهيمنة” من قبل عيسى على أودال وزيلا من خلال خرائط وروايات تدّعي السيطرة التاريخية، مما أدى إلى تصاعد الرفض الذي أدى إلى الإلغاء ومن ثم العنف.
ويخشى المراقبون أن يؤدي هذا الحشد المسلح، بالإضافة إلى تداخل المصالح الخارجية لجيبوتي وإثيوبيا اللتين تستضيفان أعداداً كبيرة من عيسى، إلى زعزعة استقرار منطقة أودال بالكامل.










